على باب الله

لي تيحسب بوحدو تيشيط ليه...

المصطفى كنيت

اعتقد أن حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة) لا يحتاج إلى توقيعات نواب باقي الأحزاب الممثلة في الغرفة الأولى من البرلمان لتقديم ملتمس رقابة لإسقاط الحكومة...

و منذ مدة وعبد اللطيف وهبي يهدد بتقديم ملتمس الرقابة، لكنه لم يقْدم، إلى حد الآن، على هذه الخطوة، إنه يهدد ويلوح ويتوعد،ربما يخشى أن تسقط الحكومة، من دون أن يجد موطئ قدم في الحكومة الجديدة أو الحكومة القديمة أو هما معا..

نريد أن يُسقط وهبي الحكومة بالفعل، لا نريد أن يصبح كلام وهبي كلام ليل يمحوه النهار، نريد أن يقتلع شجرة الحكومة من جذورها، فقد مللنا وجه العثماني، وابتسامته الصفراء، نريد أن يغرب عنا تماما، وأن يذهب ليستريح في عيادة الطب النفسي، وأن يعالج، إذا ما أتيحت له، الفرصة، بلا موعد قلوب السياسيين من الاكتئاب و والانفصام والهذيان والدهان... أو أن يحصل على تقاعد "استثنائي" ويعفي نفسه من تقليب أمزجة المرضى، تماما كما فعل سلفه عبدالإله بنكيران، صديق وهبي، جدا جدا، ومرشده في السياسة.

نريد أن يقتلع الذئب الشجرة من جذورها كما في تلك الحكاية التي كانت ترويها لنا الجدات، قبل أن يبني فوقها اللقلاق عشه، ويفتي على "أمنا" العنزة تلك الفتوى التي جعلت الذئب يختفي صاغرا.

لقد يئسنا بالفعل من هذه الحكومة، فهل لا يوجد حزب قادر على توقيع ملتمس للرقابة لإسقاطها، لنرتاح من كل هذا وجع الدماغ، و لننام في اطمئنان هانئي البال، لا يشغل قلوبنا القاسم الانتخابي، الذي بدأ يشغل قلوب الأحزاب كبيرها وصغيرها...

أغلب الأحزاب، ترغب في احتساب القاسم على أساس عدد المسجلين، صوتوا أم لم يصوتوا وبعضها يتمسك باحتسابه على أساس عدد المصوتين... وبعضهم الآخر يتفرج، في انتظار أن ترجح كفة هذا الطرف أو ذلك...

 وأخشى أن ينطبق على الجميع في هذه الحالة المثل الشعبي القائل: " حساب الكاشوش ما تيخرجش"، والأكيد أن " لي تيحسب بوحدو تيشيط ليه"، وستحصل أحزاب على أرقام غير قابلة للحساب مهما كان القاسم، لأنها بعيدة عن الناس، وخارج التاريخ، هرمت، و تنخرها أمراض الانتهازية، و أنهكتها الشيخوخة وماتت في قلوب المواطنين.