رأي

عبد اللطيف المجدوب: يوم الحسم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. يقترب !

انتظار حاسم

ينتظر العالم ؛ بجميع أنظمته السياسية ، وبترقب وقلق شديدين ؛ ما قد تسفر عنه عملية الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم 3/11/2020 .. هل سيعاد انتخاب الرئيس رونالد ترامب Donald Trump أم سينهار أمام اكتساح المرشح جون بايدن Joe Bidenلأصوات الناخبين ؟

ومع اقتراب موعد الاقتراع والحسم ، أخذت عدة أجهزة إعلامية واستخباراتية واستطلاعاتية تسابق الزمن فنزلت بثقلها الميداني مستهدفة قناعة الناخب الأمريكي لانتزاع صوته لصالح هذا المترشح أو ذاك ، ويلاحظ المراقبون والباحثون أن هذه الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستشكل علامة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ، بالنظر إلى حدتها العالية من جهة ، ووفرة العوامل السياسية والمالية والاقتصادية المتحكمة فيها ، علاوة على الظروف الصحية الدقيقة التي يجتازها العالم بفعل فيروس كورونا .

مصادر تمويل الحملة الانتخابية

يجمع كثير من المراقبين السياسيين على أن د.ترامب تقوده العاطفة والمال أكثر من أي جانب آخر ، وهو إلى هذا رجل أعمال ومستثمر عالمي ، له تأثير وبحجم كبير على العلاقات الدولية في مجالي الاقتصاد والمال ، عكس غريمه الذي يعتمد في حملته الانتخابية على الناخب الأمريكي وتعرية خصمه د.ترامب . لكن باعتبار ترجيح كفة "المال الانتخابي" نرى بأن د.ترامب يفوق في تمويلاته بكثير ج.بايدن ، لكونه يمتلك أوراقا هامة ؛ يراها كثيرون أنها تشكل بطاقة الحسم في النتائج الانتخابية ؛ من هذه الأوراق استغلاله لعلاقاته بدول الخليج العربي والتي تضع رهن إشارته كل مخزوناتها من العملة الصعبة ، ثم أياديه البيضاء التي أسداها لإسرائيل في تكريس وتوسيع سياستها التوسعية بالمنطقة . بالإضافة إلى علاقته الحميمية بكبريات الشركات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها .

  استطلاعات الرأي العام

هناك مؤسسات تمتلك آليات ضخمة لتتبع مسارات الحملات الانتخابية ومواقف الشعب الأمريكي ؛ بمختلف أطيافه ؛ منها ، مع تحليلها وسبر اتجاهات النتائج المرتقبة ، وسنقتصر على أبرزها في النقاط الآتية :

ــ نسبة كبيرة من الناخبين المسجلين سيدعمون ج.بايدن بنسبة تقارب 53%  من مجموع أصوات الناخبين ؛

ــ اشتهر ترامب ؛ لدى أصدقائه وخصومه ؛ بأنه شخصية كاريزمية زائدة عن الحدود ومتعجرفة إلى حد جنون العظمة ، فكم من      مسؤولين كبار في البيت الأبيض نالوا من لسعاته وكم من شخصية لاقت حتفها بالإقالة من منصبها على يده لمجرد عارض بسيط ، وهو ما يحاول توظيفه خصمه ج.بايدن ؛

ــ استغلال النزعة الجنونية لدى ترامب في محاولة لتعريته أمام الرأي العام الأمريكي ؛

ــ تراشق الطرفين بعامل السن ، فترامب يصف خصمه بأنه رجل خرِف (77سنة) ليس أهلا لتولي منصب الرئاسة الأمريكية ؛

ــ بعض العناوين الصحفية الأكثر مشاهدة تركزت في الآونة الأخيرة على :

ــ صرح هوتشيلد Adam Hochschild  .. " كيف يمكن لسياسات (القانون والنظام) أن تهيمن على انتخابات 2020 ؟

ــ الرئيس د.ترامب يدعو إلى طرد صحفي من قناة فوكس Fox بسبب تقرير عن فضيحة قتلى الحرب ؛

ــ د.ترامب يأمر بشن حملة على التظاهرات الفيدرالية المناهضة للعنصرية واصفا إياها بمعاداتها لأمريكا ؛

ــ " معظم الديموقراطيين يخشى أن يرفض ترامب هزيمة الانتخابات ، وهو أحدث استطلاعات الرأي الأخيرة " .

** ظهر من خلال أول مناظرة رئاسية بين المترشحين أن د.ترامب يعتمد المقاطعة والهجو والخروج عن السياق ، بيد أن ج.بايدن هو الآخر انجر إلى خطاب ترامب ولم تكن أجوبته واضحة بالرغم من رباطة الجأش التي تحلى بها طيلة زمن المناظرة .

 شبح التزوير يشحذ سكاكينه !

كل المؤشرات ؛ بما فيها نتائج استطلاعات الرأي العام ؛ تشير إلى أن هامش التزوير سيحضر بقوة في هذه الانتخابات ، استنادا  إلى وقائع ميدانية لا مجال لغض الطرف عنها ؛ منها :

* أكبر مسؤولي الاستخبارات لأمن الانتخابات الأمريكية أصدر بيانا موجزا للمشرعين محذرا إياهم بأن مجتمع الاستخبارات يعتقد أن روسيا تتخذ بالفعل خطوات للتدخل في انتخابات 2020 لمساعدة الرئيس د.ترامب في الفوز بها ؛

 *روسيا تطلق حملة مسعورة لاستهداف الأمريكيين السود قبل انتخابات 2020 ، وهي إشارة واضحة إلى أن الميديا الروسية تنزل بثقلها لتعزيز حملة د.ترامب ؛

* رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي Nancy Pelosi  ، في مقابلة مع إحدى القنوات الأمريكية ؛ "إن روسيا تتدخل في الانتخابات على مدى الساعة وطيلة أيام الأسبوع في انتخابات هذه السنة 2020 كما فعلت سنة 2016 ... "

* ترامب يصدر عفوا بحق صديقه روجر ستون  Roger Stone المتهم في فضيحة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية 2016 ؛

* ترامب يصرح بأن " أكبر مشكلة خلال الانتخابات ستكون مع الديمقراطيين وليس مع روسيا " ؛

*"التهديدات الحقيقية للقانون والنظام الأمريكي هي عوامل التمكين الجبانة لترامب" أحد القضاة (روبرت رايش Robert Raich)

ترامب وجها لوجه مع بايدن !

في الحلقة الأخيرة ؛ من هذه المواجهة الرئاسية العاصفة ؛ سيظهر ترامب وجها لوجه مع بايدن على طريقة أفلام الويستيرن Westerns ؛ رياح عاتية تكنس خشاش الأرض وتثير الغبار ، وبمصاحبة موسيقى تصويرية لأصوات غربان جائعة .. ترامب يتأمل غريمه بنظرات ناقمة وساخرة ، بينما يقف بايدن قبالته وقد أخذ العرق يتصبب من على جبينه محاولا بيد مرتعشة وضع أصبعه على الزناد ... لكن رصاصة طائشة ستصيبه في فخذه فيخر إلى الأرض أمام ذهول ترامب ... لا أحد يعلم بمصدر إطلاقها . قبل مغادرته الميدان سيتلقى مكالمة تهنئة بفوزه من مصدر مسجل بـ حرفي F.P ، إشارة إلى فلاديمير بوتين !