قضايا

الحساب صابون ... أسي سعيد

إدريس شكري

لا يكفي اعتذار سعيد الناصري لمحبي الوداد البيضاوي، بعد الهزيمة المذلة أمام الأهلي، ذهابا و إيابا، ولا يكفي أيضا رحيله عن الرئاسة، بعد أن زج بالفريق في كواليس السياسة... بل لا بد من المحاسبة...

المحاسبة تبدأ بالجواب على سؤال كيف وصل الناصيري إلى الرئاسة، وعلى أكتاف منْ حُمل، و من وضعه في المقعد الوثير على رأس القلعة الحمراء، و منْ أركبه "الجرار"، ليحرث عشب الوداد الأخضر، ويقحم الفريق في حسابات الربح والخسارة السياسية وليس الرياضية.

الآن بعد أن أنهك الفريق وأوصله إلى كل هذا الحضيض ... يريد أن يرحل، أن يهرب، أن يختفي من الساحة بعد أن ساءت العلاقة بينه و بين لقجع أيضا، حيث بلغ به الطموح حد الرغبة في إزاحة  الأخير من رئاسة الجامعة...

سي الناصيري، نناشدك أن تبقى معنا، حتى نفتش كل الحديقة، ونكشف كل أسرار الحديقة، و"المؤامرات" الداخلية ضد فريق كبير، وجماهير تهوى قلعتها حد الحمق والجنون.

فليس عيبا تفتيش الحديقة، فهي تحمل بصمات كل من مروا منها، وكل من جنوا الغلة تحت جنح الظلام بعيدا عن العيون...

فالأمر ليس مجرد "أخطاء" في التدبير، ولو كان الأمر كذلك لهانت...

تماما كما هان الود عليك، لأنك أصلا لم تكن تفكر في الوداد كي تنساها

طبعا لن نشمت مع الشامتين....

لكن لا يكفى أن تعترف بأنك تعرف " أن حجم ألم الجمهور كبير جدا بعد الإقصاء في منافسات كأس إفريقيا للأندية، وأعرف أن حجم انتظارات الجمهور الودادي كبيرة دائما، فالوداد خلق لينافس على الألقاب محليا وقاريا، وأن يعتلي منصات التتويج، وأعرف أنه ليس مقبولا أن يخرج الوداد خاوي الوفاض دون لقب هذا الموسم".

لكن الوداد خرج خاوي الوفاض بالفعل...

و لا يكفي أن تكتب مرثية وترحل، وأنت تعرف جيدا أن "البكا ورا الميت خسارة"

الكلمات لا تضمد جراح الجمهور ولا تسكّن آلامه..

لا بد من الحساب، فـ "الحساب صابون" كما يقال.