قضايا

حس الناس عند الناس

إدريس شكري

وضع محمد زيان، المحامي الموقوف، و الأمين العام لـ "الحزب الليبرالي الحر"، نفسه في الزاوية الضيقة، بعد أن أطلق العنان للسانه مهاجما المؤسسات الأمنية، مع سبق الإصرار والترصد، متعمدا الإساءة إليها.

و رغم أنه مارس مهنة المحاماة لعقود من الزمن، فقد اختار أن لا يلجأ إلى المؤسسات القضائية الكفيلة بضمان جميع الحقوق والحريات للأفراد والجماعات، بل فضل أن يتحول إلى تاجر للأوهام يبيع الوهم لنفسه، بعد أن حاول ارتداء لباس الضحية، من دون أن يجيب عن الأسئلة الحقيقية، التي يطرحها الفيديو المعلوم، و أن يقفز عن كل تلك المشاهد الفاضحة، ويعلق كل تلك الفاحشة على مشجب المؤسسات الأمنية.

لقد تخلى زيان عن الحد الأدنى من المسؤولية والنزاهة، وتعمّد ممارسة القذف والمساس بالاعتبار الشخصي لموظفي المؤسسات الأمنية، بهدف تضليل الرأي العام، عبر الترويج لمزاعم ومغالطات تروم الإساءة إلى صورتها وتبخيس عملها والتشكيك في طبيعة أدائها، من دون أن يدلي بأية حجة غير الصراخ الذي عودنا عليه دائما.

غير أن وزارة الداخلية قررت وضع النقط على الحروف، و توقيفه عند حده، من خلال بيان يضع الأمور في سياقها القانوني والدستوري، و يخرجها من دائرة الدجل والشعوذة التي يمارسها زيان، الذي تحول إلى بهلوان على مواقع التواصل الاجتماعي على نحو يثير الشفقة بما يلهج به من كلمات ملفقة.

في الواقع، المحامي زيان، لا يسيء إلا لنفسه، لأن الرأي العام يعرف حقيقته، منذ محاكمة الأموي، و ما جاء بعدما من مهازل كان بطلا لها، آخرها تهريب إحدى "ضحايا" توفيق بوعشرين في الصندوق الخلفي للسيارة...

و لا داعي لسرد كل تفاصيل مسار طويل لهذا الشخص، لأنه على رأي: المثل الشعبي: "حس الناس عند الناس".