قضايا

نقابة الصحافة " تتباكى" على التطبيع..

خليل وحيد

الواقف على "كدية" الصحافة المغربية، يحتار فعلا في تفسير المشهد الذي يترامى امامه في حقل المهنة الذي أصبح مليئا بألغام الحسابات غير المهنية خاصة في جانبه النقابي.

ففي ككل بلاد الله، النقابات تمثل المهنيين وتعتبر صوتهم وتتلون بلونهم وتنتج ما يفكرون به، وتترجم ما يشتغلون عليه، وهو الامر المنتفي تماما في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، كمثال فقط.

النقابات في العالم، تعبر عن إجماع المهنيين الذين يشكلونها وفي الأصل هي منهم وإليهم، إلا نقابة الصحافيين المغاربة، تغرد دائما خارج سرب المهنة والمهنيين، ولعل بلاغ "التطبيع" خير دليل على أن النقابة في واد و90 في المائة من الجسم الصحافي في واد اخر.

البلاغ الملغوم والمشحون برواسب في عقلية من صاغه فقط، رواسب فيها من الحسابات السياسوية اكثر من التعبير عن رأي في مجريات الامور الوطنية.

بلاغ لا يمكن وصفه سوى بخطوة أخرى في مسيرة اللهاث خلف المكاسب والأهداف التي يسعى إليها صاحبها، ونقول "مول النقابة" هنا لأننا نعلم علم اليقين انها ليست نقابة الصحافيين المغاربة بالمطلق، هي نقابة شخص أو أشخاص معدودين لهم في العير والبعير الشيء الكثير.

السؤال المطروح بقوة، من خول للنقابة الوطنية للصحافة المغربية أن تتحدث بإسم الصحافيين كافة، الرد سيكون بأن الرئيس أنتخب في مؤتمر في مراكش، وسنقول بدورنا ان المؤتمر وما قبله وما بعده حديث ذو شجون، وفيه ما يعيب اللحظة "الديمقراطية" ولا داعي للخوض في التفاصيل..

لنعد إلى بلاغ "التطبيع"، ونقول، إذا كان لابد للنقابة الوطنية للصحافة المغربية من تمرير موقف سياسي، فالمنطقي أن تكتفي بالإعلان عن أنها ستنسق مع نظيرتها في فلسطين وباقي نقابات العالم في ما يخص مراقبة  وتتبع ما سيسفر عنه قرار إعادة الاتصال والتواصل بين المغرب وإسرائيل وطبيعته وخطواته المرتقبة.

لكنها بدل ذلك اجتهدت وجاهدت في "الوطنية"، طولا وعرضا ولم تبق من بلاغها إلا ما نسيته من تفاصيل لم تستطع الإلمام بها بسبب سرعة رد الفعل فقط.

لكن النقابة تعي جيدا أنها تقدم على خطوة عكس كل المهنيين، لذلك صاغت البلاغ بشكل مطرز وأصرت على التأشير على مصطلح عودة العلاقات، لأنها تعرف أن من سيرد سيقول ليس تطبيعا وإنما هي عودة لمكتب الإتصال، لذلك فقد عمدت إلى قطع الطريق على كل انتقاد منطقي وموضوعي لموقفها الملتبس.

من واجبنا نحن كمهنيين، ان نهنئ النقابة على موقفها "الفلسطيني"، وأن نقترح تغيير إسمها إلى نقابة الصحافيين الفلسطينيين، وان تدافع عن القضية إن كانت قادرة على ذلك من موقعها المهتز، سندافع بكل استماتة على أن تنال نقابة "لا للتطبيع"، درع المقاومة وكوفية مطرزة بنياشين "القومجيين"..