تحليل

أخلاقيات ملك المغرب..

عبد الهادي بريويك

رغم ما تكنه الجارة الجزائر من عداء للمغرب لأسباب مختلفة ومتعددة منها ما حبى الله المغرب من نعم وثروات طبيعية وموقع جيو- استراتيجي مهم شمال افريقيا وانفتاحه على العالم .. فإن جلالة الملك محمد السادس أبى إلا أن يبعث برسالة ملكية تتضمن دعاء الشفاء العاجل للرئيس الجزائري تبون .. حاملة في طياتها كل معاني الإنسانية والتسامح والحس الانساني الذي يتمتع به المغاربة بصفة عامة .. وعبر جلالته من خلالها عن عمق الأواصر الأخوية رغم ما تقدمه الجزائر من عداوة مجانية باتت في عداد طي التاريخ في الزمن الحاضر.

هذا الفعل الانساني/ الملكي يحمل ايضا رسائل متعددة حول تقاليد وأعراف الشعب المغربي الذي دوما يمد يده للتصالح والتعاون من أجل البناء والإستمرارية ..من أجل خلق مناخ متقدم في صناعة الاستراتيجيات التنموية بين البلدين الشقيقين .. وأن جلالة الملك محمد السادس، ملك البلاد يمثل نفس مشاعر المغاربة التواقين للسلام وتبادل كل علاقات الود والتعاون والاحترام .

فالرئيس الجزائري تبون الذي تضاربت وسائل التواصل الاجتماعي حول أسباب مرضه فهناك من ادعى إصابته بكورونا حسب وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية وهناك من قال أنه تعرض لتسمم مساء إخبار أحد المسؤولين الجزائريين الكبار برغبته في تنحية قادة وجنرالات عسكريين نافذين داخل الدولة من مناصبهم العسكرية، معلنا عن اللائحة التي لم يتم توقيعها في الآجال المحددة كما كان بود الرئيس الجزائري الإعلان عنها في موعدها. ولاسيما أن خطابه الأخير من قلب السفارة الجزائرية بألمانيا أثار شكوكا غريبة حول خطاب ولهجة وملامح الرجل، وخاصة بتأمل المونطاج المفبرك والمصطنع والذي حمل تناقضات متعددة وعديدة ومغالطات وانتظارات كلها تدخل الشعب الجزائري في تمني المنتظر المفقود والمستقبل الموعود بلغة ( انشاء الله) كما لو أن الرئيس تبون لم يكن هو نفسه في ذلك الخطاب ..والمستشفى المقيم به بألمانيا في نفس الوقت كان محاصرا بالمخابرات الجزائرية وفي حالة تأهب ويقظة . فيا ترى من كان الذي يخاطب الشعب الجزائري ومن يكون ؟؟

فالإرادة الملكية السامية واستباقية برقية الشفاء أثارت جدلا في مواقع ووسائل إعلامية دولية وكانت ردود الفعل محمودة ومرغوبة بينما تكتمت عليها وسائل الإعلام الجزائري التي أصبحت متخصصة في المغرب وانشغلت عن قضايا الشعب الجزائري الذي يعاني أسوأ الظروف الاجتماعية ولاسيما الطبقات الهشة ومن ذلك تفكير السيد الرئيس في خطابه الأخير بالوجبة الساخنة ، تلك الوجبة التي لا يمكن وضعها في خانة اهتمامات رئيس الدولة إن كانت هنالك مؤسسات تتمتع بثقة الشعب وتهتم بأوضاع الطفولة وتهتم بأوضاع المدرسة وغيرها من الشؤون التي قال عنها إنشاء الله ستحل في الأيام القليلة المقبلة ..

إن الجرح غائر وجسيم في الجسم الجزائري الحاكم جراء اعلان الولايات المتحده الامريكيه عن شرعية المغرب في امتلاك صحرائه كل صحرائه...  وفي إقامة قنصليته بالداخلة .. وهو اعتراف أتى ثمرة نضال المغرب لعقود من الزمن من أجل استرجاع أراضيه بالطرق القانونية وفي احترام لكل المواثيق الدولية؛ وفي احترام تام للشعب الجزائري الشقيق التواق الى التغيير والذي تجمعنا وإياه ثقافة ولغة ودين وتاريخ ونتقارب في الجغرافية ونتشاطر أحيانا حتى الحكاية لأطفالنا الصغار كما اللهجات ولاسيما اللغة الأمازيغية والعربية على وجه التحديد.

شكرا جلالة الملك محمد السادس على الدرس الأخلاقي الذي يزيد في رصانة شعبك العزيز ويزيد تمسكا بعرش جلالتكم العلوي المجيد .. وهو درس في الإنسانية قبل الدين وفي الوحدة والتمسك بالعروة الوثقى وما زاغ عنها إلا هالك ولا سيما أن جلالتكم تتمتعون عبر عقود من الزمن على هدي أسلافكم المنعمين بصفة أمير المؤمنين.