تحليل

2020... سنة الصحافة الإلكترونية

كفى بريس: (وم ع) بتصرف

تسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد سنة 2020 في إلحاق خسائر جسيمة بقطاع الصحافة الورقية وسوق الإشهار، ليتوجه الاهتمام بشكل أكبر، خاصة خلال فترة الحجر الصحي، نحو ناشري المحتوى الرقمي.

وأدت حاجة الناس إلى الحصول على معلومات حول "كوفيد-19"، في ظل القيود الصارمة المفروضة على التنقل وإغلاق نقاط البيع، إلى تشجيع الانتقال نحو الرقمنة واللجوء إلى الوسائط الرقمية، التي مكنت أرباب المؤسسات الصحفية من استقطاب مشتركين جدد.

وفي المغرب، انتقلت العديد من وسائل الإعلام إلى العالم الرقمي، وقدمت، علاوة على نسختها الورقية، نسخة إلكترونية كتجربة مجانية خلال فترة الحجر الصحي، وهو ما لقي إقبالا في صفوف الجمهور.

وبعد استئناف الطباعة الورقية، بات التحدي هو إرساء عادة جديدة لشراء المحتويات الرقمية، والقيام بذلك دون ضغط على المستهلكين. وهكذا، تسعى العديد من وسائل الإعلام "التقليدية" إلى تقديم عروض اشتراك على منصاتها الإلكترونية.

وبدأت بعض وسائل الإعلام بالفعل هذه العملية من خلال دمج خدماتها الإلكترونية والاشتراك في وسائطها، وعبر تقليل عدد محتوياتها المتاحة مجانا على الإنترنت.

وتسير وسائل الإعلام هذه على خطى أخرى كانت شرعت في هذه العملية قبل الأزمة الصحية..

ولأن اعتماد النموذج مدفوع الأجر يعزز وفاء الجماهير عبر تقديم محتويات موثوقة وذات جودة عالية، فإن وسائل الإعلام الإلكترونية أصبحت ملزمة بالتحقق من الأخبار التي تبثها على وسائطها الرقمية وتجنب المقالات التي تسعى فقط إلى الحصول على أكبر عدد من النقرات.

ويتقاسم هذا الإقبال على وسائل الإعلام الإلكترونية مستخدمو الإنترنت في جميع أنحاء العالم. ففي فرنسا، على سبيل المثال، تتوفر جريدة "لوموند" Le Monde على 95 ألف مشترك، و"ميديابارت" Mediapart على 50 ألفا، و"لو فيغارو" Le Figaro على 35 ألفا.

ووفقا لموقع "ميد نيوز" Medenews، شهدت وسائل الإعلام الثلاث زيادة في معدلات الاشتراك فيها بنسب بلغت 42 في المائة و29 في المائة و27 في المائة، على التوالي، في غضون ستة أشهر. كما استفادت صحيفة "لو بوان" Le Point من زيادة بنسبة 42 في المائة، بإجمالي 30 ألف مشترك رقمي، و"كوريي أنترناسيونال" Courrier international بنسبة 50 في المائة مع 54 ألف مشترك، بينما سجلت "لو باريزيان"  Le Parisien و"أو بي إس" OBS زيادة بنسبة 46 في المائة و43 في المائة، على التوالي.

وفي الولايات المتحدة، كشف تقرير (ديجيتال نيوز ريبورت 2020)، وهو التقرير السنوي لمعهد (رويترز)، زيادة بنسبة 73 في المائة في عدد الزيارات على المواقع الإخبارية الإلكترونية وعبر الشبكات الاجتماعية، خاصة بالنسبة لوسائل الإعلام الرئيسية.

ولوحظت هذه الزيادة أيضا في بريطانيا، حيث سجل موقع (بي بي سي) BBC، على سبيل المثال، 70 مليون زائر خلال بداية الحجر، وهو ما شكل رقما قياسيا.

الأكيد أن الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كورونا أثبتت أهمية الأخبار بغض النظر عن وسيلة نشرها. ويبقى على وسائل الإعلام أن تعزز حضور الجماهير على الإنترنت من خلال تقديم أشكال جديدة (بودكاست، رسائل إخبارية، وغيرها)..