رأي

صباح لحسيني: هل يزيل الافتراض سحابة الفساد والاحتضار من سماء إقليم الخميسات؟

مرت سنوات وسنوات والضجيج الفيسبوكي في تزايد والحلم الدونكيشوطي لم يتحقق بعد، مرت سنوات والابداع في الحلم الذي تفنن في سرده بعض المدمنين أو المنتشين بالفضاء الأزرق لم نجد له طريقا ، مرت سنين وسنين وقوى المال تحكم في قبضتها كل متمرد حركت فيه كرامته وعزة نفسه مواجهة الفساد، سنين وسنين من الشد والجدب لتكون في الأخير الغلبة لأصحاب المال الذين عاثوا في الإقليم  فسادا واستطاعوا شراء الذمم ومحاربة المتمردين وتطويعهم لدرجة أن الكل فقد الثقة في الكل، والكل أصبح يخاف من الكل ، والكل أصبح يتجنب مصارحة الكل عن كل ما يجول في خاطره من نقمة وحقد وكراهية، فكثر النفاق وحب المصلحة وضاع الإقليم وافترش أرضية باردة ذات ملامح بئيسة انقهرت منها كل الطبقات إلا طبقات ذوي الجاه وأصحاب النفوذ.

قد نكذب على أنفسنا في مرات عديدة ونقول نحن أقوى سنستطيع الصبر ونستطيع هزم الفساد ، لكن ككل مرة تهل علينا رجل أخطبوط من نوع أخر ، فالأخطبوط له ارجل كثيرة ويصعب قطعها جميعا ونسفها ، لتبقى أمنياتنا ضائعة وقوتنا أحلاما سرعان ما تتلاشى بعدما نستفيق من واقع نتميز بمعانقته بالتباكي في الافتراض عبر منصات التواصل الاجتماعي.

الافتراض بكل أسف أصبح يؤسس للفساد في الكثير من الأحيان أكثر مما يحاربه ، فيكفي ما نراه من منصات يتحكم فيها أشخاص بكل لؤم ويعملون بكل وسائلهم الخسيسة الى ابتلاع عدد كبير من المواطنين في بطونهم بمبادرات افتراضية وهمية ليصبح الكثيرون والذين هم أشد حاجة الى من يواسيهم و"يطبطب" عليهم ولو بالافتراض، لقمة سهلة يؤثر عليها هؤلاء ليكونوا تحت تصرفهم ، ولتكون بذلك سمة التلاعب بمشاعر المواطنين هي القاطرة الجديدة للوصول الى المبتغى لأناس تحوم حولهم الشبهات.

صحيح أننا أصبحنا نعيش الآن افتراضا من نوع خاص ، افتراضا مقيدا بما تريده وتمليه وتخطط له بعض الأخطبوطات، لكن يبقى الأصح هو أن المواطن بكثرة إدمانه على قراءة التفاهات قد يسقط في رحى من العجز والكسل وقلة الفهم حول ما يدور حوله حتى يجد نفسه وللمرة القادمة ساقطا في فخ الاحتضار.