على باب الله

Pourquoi l âne a de longues oreilles؟

المصطفى كنيت

تحتاج الدار البيضاء إلى سفينة نوح (عليه السلام)، أكثر مما هي بحاجة إلى عمدة، صار في عداد الغارقين، ولم يجد قشة يصعد عليها حتى لا تتبلل ثيابه، عكس ذلك الفأر، الذي ظهر في شريط فيديو، مبتلا، مرتعشا، حزينا، ومع ذلك فقد نجح في اعتلاء سطح نعل، بحثا عن النجاة.

و حين أخذ المواطنون بلحية عبد العزيز العماري، محملين إياه مسؤولية، ما وقع من فيضانات، بعد أن عجزت "مواخير" الصرف الصحي عن استيعاب كميات التساقطات، و ما يقع من غرق، فقد ألقى بالمسؤولية كلها على شركة "ليدك"، المفوض لها تدبير قطاع الكهرباء والماء والتطهير السائل.

لم يكن العماري، وهو يوزع التصريحات، صادقا، بل يعلم أنه كاذب... لذلك لم يجد كلامه صدى لدى المواطنين، وزادوا في نتف لحيته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

المسؤولية الأخلاقية، لحزب يدعي الدفاع عن مكارم الأخلاق،  والمسؤولية السياسية لمنتخبين يزعمون خدمة الصالح العام، تقتضي أن يعترف " العمدة" ( إذا كان في مستوى هذه الصفة) بإخلال المجلس بالتزاماته إزاء الناخبين، و بتقصير شركة "ليدك" في الالتزام ببنود دفتر التحملات، لكن ضميره "المرتاح" جدا لم يأبه لا بهذا ولا بذاك.

فسي عبد العزيز العماري، الذي يخشى أن يفقد بوصلة قيادة سفينة المجلس، يحاول جاهدا أن يتخلص من تصاعد منسوب المياه في الأزقة والشوارع والبيوت والمصانع، لكن السماء تأبى إلا أن تستمر في الجود بالماء.

ويبدو أن العمدة "هزوا الما" على رأي المثل الشعبي، وحتى إذا ما أسعفه الحظ على ركوب سفينة الناجين، في الانتخابات القادمة، فأنني أخشى عليه أن ينزل منها و قد أصابه المسخ، بعد أن يكون الله سبحانه وتعالى استجاب لدعوات المظلومين، التي ليس بينها وبين الله حجاب.

أنذاك قد نتساءل، كما في تلك القطعة الشهيرة التي درسنها في مقرر اللغة الفرنسية بالتعليم الابتدائي، قبل أن تطاله يد الإصلاح:"

"Pourquoi l âne a de longues oreilles؟