تحليل

مؤتمر دولي لدعم الحكم الذاتي

نوفل البعمري

انعقد مؤخرا، مؤتمرا دوليا حول دعم مقترح الحكم الذاتي منظم بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، وهو المؤتمر الذي حضرته أكثر من 40 دولة حول العالم من مختلف القارات لتعلن عن دعمها للمقترح المغربي السياسي لإنهاء النزاع حول الصحراء، وهو النزاع اتخذ منذ خمس سنوات مسارا مغايرا للمسارات السياسية السابقة لتنتهي بدعم المقترح المغربي.

المؤتمر الدولي كان مناسبة ليستعرض المغرب فيه رؤيته للحكم الذاتي حيث قدم وزير الخارجية العناصر السياسية الكبرى للحل المغربي، كما أنه أشار إلى وضعية الإقليم من الناحية السياسية والدبلوماسية حيث مسلسل افتتاح القنصليات مازال مستمرا، ووضعيته من جانب المشاريع التنموية الكبرى التي أقيمت فيه أو التي تم الإعلان عنها مستقبلا في المنطقة.

المؤتمر كان مناسبة لتُعلن فيه الدول الداعمة للمغرب ولمبادرته دعمها للحكم الذاتي ليس من باب المجاملة السياسية، ولا من باب الدعم من أجل الدعم، لكن لأنها تعيي جيدا أن أمن واستقرار المنطقة يكمن في إنهاء النزاع من خلال الحكم الذاتي هذا المشروع الذي يشكل أساس أمن المنطقة والقادر على تحقيق العدالة في المنطقة، وضمان عودة تضمن كرامة ساكنة الصحراويين في المخيمات وعودة في إطار مشروع كبير، وحدوي.

المؤتمر يجعل الجزائر أمام اختيارين، اختيار أن تكون جزءا من هذا المشروع الكبير الذي يوحد المنطقة، ويفتح الباب أمام فتح الحدود وتنميتها وضمان عيش كريم لكافة شعوب المنطقة، وبين اختيار آخر يدعم "البوليساريو" ويجعل من النظام الجزائري نظاما سياسيا معزولا عن المنطقة وعن محيطها، نظاما مفلسا غير قادر على الاستجابة لتطلعات شعبه و شعوب المنطقة، يدافع ويتبنى خطاب الكراهية اتجاه دولة جارة.

المؤتمر سيشكل دعامة أساسية للمغرب في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أثناء أي مناقشات مستقبلية للنزاع، خاصة و أنه يتزامن مع المرسوم الرئاسي الأمريكي الذي اعترفت فيه بمغربية الصحراء، والذي كذلك يتزامن مع مسلسل افتتاح القنصليات بالداخلة والعيون الذي سيتسارع هذا المسلسل في الأسابيع المقبلة حيث يُنتظر فتح ثلاثين قنصلية في المنطقة.

المغرب منذ أن قدم مبادرة الحكم الذاتي سنة 2007 و هو يترافع من أجل ضمان الدعم السياسي للنزاع ليتحول لحل وحيد وأوحد له ومخرجا لإنهاءه، لذلك المغرب اليوم يحقق ما ظل يترافع عنه ميدانيا وعلى أرض الواقع بفضل اختباراته السياسية والاقتصادية في المنطقة، و بفضل اختياراته على المستوى الأممي.