سياسة واقتصاد

“بيجيديون” ينسحبون من أشغال برلمان الحزب وماء العينين تدعو إلى احترام قرارهم

كفى بريس

أكدت البرلمانية والقيادية بحزب العدالة والتنمية، انسحاب عدد من أعضاء الحزب من أشغال المجلس الوطني المنعقد يومي السبت والأحد 23 و24 يناير الجاري، مطالبة باحترام قرارهم لأن "الديمقراطية تقتضي ذلك".

وقالت ماء العينين في تدوينة نشرتها على حسابها بموقع “فيسبوك”: “اختتمت قبل لحظات أشغال المجلس الوطني للحزب التي استمرت ليومين كاملين .. حضرت الأشغال من بدايتها الى نهايتها من المقر المركزي بالرباط بصفتي عضوا في مكتب المجلس".

وأضافت ماء العينين “أحترم قرار بعض الاخوة والأخوات الذين ارتأوا الانسحاب وأدعو الى احترامه وإن كنت أختلف معه، لأن الديمقراطية تقتضي الاعتراف بحق الانسحاب من الاجتماعات، وهي ممارسة متعارف عليها حتى في الهيئات التي تضم صناع القرار الكبار في العالم.”

وكشفت القيادية عن الحزب، أن الدورة "شهدت نقاشات عميقة اتسمت بقدر كبير من الجرأة والوضوح والمسؤولية في التعبير عن مختلف الآراء المتعددة والمختلفة حد التناقض بخصوص بعض الموضوعات، مشيرة الى أن موضوع “التطبيع” وبعض المواضيع الأخرى نقاشا سجل اختلافات كبيرة في المقاربة والمنظور، وعبر الجميع عن موقفه وهو حق مكفول للجميع مهما كان الاختلاف، وقد عرفت لحظة مناقشة البيان الختامي الذي أعدت مسودته الأولى لجنة صادق عليها المجلس الوطني، اختلافا في طريقة صياغة الموقف والتعبير عنه، أفضى الى التصويت لاختيار الصيغة النهائية. عبر الجميع عن موقفه بحرية كاملة ثم حُسم الاختلاف بالتصويت".

شخصيا، تضيف ماء العينين، “أعتبر نفسي ديمقراطية في الفكر والممارسة، أترافع دفاعا عن رأيي وأصوت بوضوح لصالح ما أنا مقتنعة به، ثم أسلم بنتائج التصويت وأقبل بالديمقراطية التي أطالب الدولة بالاحتكام إليها، وقد مرت علي محطات مختلفة خرجَتْ فيها الهيئات والمؤسسات بقرارات لا تتفق دائما مع ما دافعت عنه وترافعت لأجله بداخلها، وخرجتُ منها معتزة بالديمقراطية وآلياتها، كطريقة وحيدة لحسم الاختلاف”، مسترسلة بالقول “للديمقراطية كلفة لا يمكن أن يتحملها إلا المتشبعون مبدئيا بقيمها، وحينما ننهزم ديمقراطيا، فيجب أن نكون مستعدين للقبول بذلك.”

وتابعت “لقد خبرتُ جيدا مسالك التنظيم وثقافته وخصائصه، وأعرف أن ما يحكم لحظات التصويت داخل الهيئات، يختلف عن لحظات النقاش، ولكل منطقه ومنظوره.. وبعد دورة المجلس الوطني، تأكد لدي حاجة الحزب للنقاش الداخلي، وحاجته الى فضاءات غير محكومة بصرامة الأنظمة والمساطر لمراجعة الكثير من القضايا، وضمنها ما اعتُبِر لفترة طويلة من المسلمات.”

وشددت البرلمانية البيجيدية، على أن حزب العدالة والتنمية يظل حزبا قويا بتعبئة أعضائه وقدرتهم على النقاش والاختلاف، وهي دعوة لتقبل انتقادات الاعضاء وخاصة منهم فئة الشباب الذين يسهمون بفعالية في دينامية النقاش السياسي بهدف التصحيح، بما يعيد تصويب بوصلة الحزب للمزيد من تحقيق أهداف الديمقراطية والتنمية، قبل أن تختم بالقول :”سأظل متشبثة برأيي دون مزايدة أو تعالٍ: حزب العدالة والتنمية يشرف على إنهاء دورة من تاريخه السياسي، وصار لزاما إطلاق مبادرات داخلية حقيقية لتقييم المرحلة السابقة فكريا وسياسيا وتنظيميا، واستشراف مرحلة جديدة بأفق جديد وأطروحة جديدة ونخبة جديدة.”