رأي

حسناء سهر: التواصل مفتاح الحوار مع الطفل

يأتي التواصل في اطار العلاقة التفاعلية بين المرسل و المرسل اليه في ابلاغ رسالة بتسيير اتجاهين والاستجابة بطريقة نافعة والمساعدة، و هو جزء من الحياة الاجتماعية للأفراد كما انها اداة فعالة بين المجتمع والطفل .

في الاول ، يكون من الصعب على الطفل التواصل لان في سنواته الاولى يكتسب اللغة خطوة خطوة عن طريق المناغاة و التلقين من الاسرة و المدرسة لان محور حياة الطفل تدور حول هذين الاخرين ، ثم ينمو و يتطور جسديا و عاطفيا من خلال التكلم و اللعب و المشاركة، لان في الحياة الاجتماعية تكون الاسرة اللبنة الاولى في تنشئة الطفل  التي تحتضن المولود و تشمله بالعطف و الحنان و تلبي حاجاته الاولية الضرورية و تحتل الاهمية العظمى المتصلة به في سنواته الحرجة الاولى. 

واحيانا الاسرة و المدرسة يقومان بالوظيفة العامة ، لا يحاولان الانفتاح و خلق حوار تواصلي بينهم و بين الطفل من باب الاستماع و التواصل لان قفل باب الحوار مع الطفل منذ الصغر بحكم العادات و التقاليد الخاطئة يتسبب في قتل الذكاء اللغوي و الاجتماعي لديه.

كما يشكل التفاعل التواصلي في الحقل الاسري و المدرسي دورا اساسيا حيث تلقن بواسطته القوانين و القيم الاجتماعية للطفل و يتم اعداده للاندماج في الوسط و التلاؤم مع مختلف مكوناته ،لان الاسرةالنسق الاجتماعي المسؤول عن تربية الطفل و اطار التفاعل و شبكة اتصال يضع الفرد من خلالها معايير و توقعات و كل ذلك يؤثربلا شك على نمو الاطفال و نضجهم.

وعلى الرغم من مدى اختلاف الثقافات و التواصل التي تضعنا امام تنوعات و تباينات كبيرة في بلوغ تواصل فعال حسب الطبقة الاجتماعية او الاقامة في المدينة و القرية ، يبقى الاجتهاد هو سبيل الكبار لتحقيق التواصل مع الاطفال وتقديم النصيحة و تسهيل ومساعدة الاطفال باللجوء الى طرق مختلفة تتماشى مع ثقافتهم الخاصة .

* باحثة متخصصة في مجال الطفولة و الشباب