بعد فكّ الحجر عن لِقاح كورونا وإطلاق سراحه بعد طول اختبار وانتظار ، شاعت على ألسن الإعلام ، وهي ألسن مُولعة دوما بتحريف الكلِم عن مواضعه ، عبارة ( الجَرعة الأولى من اللقاح ) .. والصواب ( الحُقنة الأولى من اللقاح ) . ذلك أن الجرعة في معاجم اللغة العربية قديمها وحديثها ، كالرشفة تُجرع وتُرشف بالفم لا غير . في حين أن الحُقنة هي التي تؤخذ من مَحقنها ( زجاجة مثلا ) لتُحقن في الجلد أو الوريد . والمَحقن كلمة عربية فصيحة تسللت قديما إلى الدارجة المغربية والأمازيغية . والحقن بداهة هو المقصود والمعني بعملية التلقيح ، ولا علاقة ألبتّة للجرع والرشف والشرب بهذه العملية . نقرأ في (لسان العرب) / ( قال ابن الأثير التجرّع هو شربٌ في عجلة وقيل هو الشرب قليلا قليلا ، أشار به إلى قوله تعالى يتجرّعه ولا يكاد يُسيغه ، والإسم الجَرعة والجُرعة وهي حَسْوة منه ..) وعن الحقنة نقرأ في المعجم ذاته / ( قال المفضل كلّما ملأتَ شيئا أو دسسْته فيه فقد حقنته . ومنه سُمّيت الحقنة ) وفي معجم المعاني الجامع نقرأ /( حقن الماء ونحوه ، جمعه وحبسه .ومنه القول حقنا للدماء .الحقنة دواء يُحقن به المريض ) . ولا يخفى هنا تقارب الحروف بين (لقح) و(حقن) ولا يتم التلقيح إلاّ بالحقن ، لا بالجَرْع أو الرشف ، إلى إشعار طبّي آخر.