رأي

محمد نجيب كومينة: أجندة جنيرالات الجزائر السخيفة والبليدة

يوجد النظام الجزائري في ركن ضيق جدا، ويساوره خوف غير مسبوق من المستقبل بعد فشله الشامل وورطته!

لذلك يحتاج نظام الجنيرالات إلى كل ما يعتبره مساعدا على تخفيف إحساسه بالخوف، وإلى ما يمكن أن يستخدمه لتحويل أنظار الإخوة الجزائريين عن واقعهم السائر بسرعة في منحدر التدهور... وبناء عليه، يقوم بإثارة العداء للمغرب، وتحريك بيادقه في الجبهة الانفصالية من جهة، وتحريك العداء للمستعمر السابق فرنسا من جهة ثانية.

وبين هذا وذاك، الإكثار من الحديث عن الجيش الجزائري وإظهاره كما لو كان جيش أمريكا وأكثر...

إن إدخال الرئيس عبد المجيد تبون بالطريقة، التي كانت مثيرة، وتحريكه، بينما يبدو أنه لم يتعافى بعد، والتضحية بالحكومة، التي لم تعمّر طويلا، بعد حملة الاعتقالات وسط جزء من جنيرالات النظام، تندرج أيضا في محاولة التخفيف من ذلك الإحساس بالخوف مع اقتراب ذكرى انطلاق حراك 22 فبراير، في وقت تبين أن الجنيرالات ونظامهم عجزوا على جميع المستويات، بما في ذلك في الحصول على اللقاح (في مؤخرة الدول)، وأن خزائن الدولة في حالة يُرثى لها، ولا تسمح بتكرار نهج عبد العزيز بوتفليقة في شراء السلم الاجتماعي، وأن الدينار الجزائري تحوّل إلى عملة خشبية...

لذلك، فكل تصعيد للاستفزاز يجب أن ننظر اليه من هذا المنظار، وأن نحافظ على هدوئنا ولا ننجر إلى خدمة أجندة الجنيرالات السخيفة والبليدة، التي لا تنطلي على الشعب الجزائري، ولا على غيره، لأن العالم يعرف الكثير عن فشلهم الذريع وعجزهم وخوفهم وفسادهم، والدليل تنبيه الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخرا، لمواطنيها إلى خطر زيارة الجزائر في هذا الوقت...