سياسة واقتصاد

أضغاث احلام شخص انتهي..

عبد العزيز المنيعي

التاريخ لا يعود الى الوراء، وكما يقول المثل: " لي عطى الله عطاه، البكرة ضربت و لفحل داه مولاه"، غير أن محمد زيان، لا زال يمني النفس، و يصطنع الأوهام و يروج للادعاءات الكاذبة عبر موقعه الإلكتروني الذي لم يعد صوت حزب بل أصبح صوته هو وحده في كل البحار السياسية التي غاصت فيها سفينته المتهالكة وهوت إلى القاع غريقة.

لكن الإصرار على الوهم الذي يتشبث به زيان، يدعو إلى الإعجاب، كون الرجل فقد كل مصداقية حتى بينه وبين نفسه، وما زال يتشبث بحبال دائبة في محاولة لإرجاع الزمن إلى سابق الصولات والجولات ورفع أكف الدعاء امام البرلمان مترئسا فريقا من "الطلبة" يقرؤون الفاتحة التي تظن انها للبرلمان لكنها كانت فاتحة على حياته السياسية.

زيان هذه المرة، حاول ترك السفينة الغارقة، وركب طائرة ورقية، سبح في علياء الوهم ليسقطها في حديقة حزب أحر... وبدأ يغني أطلال الزمن الغابر ويترقب معزوفة جديدة تعيد الحياة إلى جسده السياسي الذي انتهى مند زمن، وكانت الخاتمة مع مؤتمر استثنائي دق السمار الأخير في نعش مسيرته السياسية، اما المهنية فقد تكفل بها هو شخصيا عندما داس على قشرة موز عن سبق اصرار وترصد، وطعن في البدلة السوداء قبل أن يطعن في رصيده القانوني، إن كان له رصيد طبعا.

بعد أن شهد الحزب المغربي الحر، انتفاضة ضد المد الزياني الذي طال امده وجثم على صدور المناضلين ردحا من الزمن، وبعد عرس الديمقراطية الذي عاشته الهيئة الحزبية المذكورة في الخميسات وانتخاب امين عام جديد وهياكل جديدة وكل تفاصيل البناء الجديد.

خرج زيان بما يشبه المقال، ونشره على موقعه الإلكتروني، وقال فيه ما أراد وقارن وطابق واستعمل كل أصناف الإسقاطات والتشبيهات المجازية التي لا تجوز في السياسة، لأنها علم الواقع إن صح التعبير.

لكن الامر ليس عاديا، فزيان يحاول أن يخلق سياقا لعزل الحزب له، يحاول أن يصنع الفارق بين الكائن والممكن ويحاول أن يزج معه في معمعة الغرق هيآت حزبية أخرى، كما لو كان يتوسل التعاطف معه، وهو الذي لم يترك أحدا إلا وأصابه من "غوتاته" الشهيرة الشيء الكثير..

خلاصة القول، أن زيان الذي كان، إنتهى... ولم يعد من مجال للعودة إلى الوراء، حتى ولو بصباغة الحمار وإعادة بيعه لصاحبه، فتلك "تقوليبة" قديمة "عاق بها كولشي"..