تحليل

"الدومينو" البنكيراني والشطرنج السياسي بحزب العدالة والتنمية واستقالة الأزمي "البيليكية"

يسرى ميموني

قد قالت الحكمة قديما " لكل شيء إذا ما تم نقصان "

هذي قاعدة عامة فلنضرب لذلك مثلا:

كل حركة من قيادة ( اللاعبين) داخل العدالة والتنمية تتسبب في زعزعة باقي الأفراد اللاعبين  وجعلهم يعيشون تخطيطا مسبقا لكلّ الحركات،  فيلجؤون إلى حساب جميع الأوراق، لكن هيهات حين يعلمون أن كلّ الأوراق محروقة وصارت رمادا قد يملأ العيون؛ هذا الطرح من لعبة الدومينو خاسر، لأن  اللعبة الرباعية تعتمد على التناغم بين عضوي الفريق وفهمهما للعب بعضهما، وكلنا نعرف ماشاء الله -التناغم والتفاهم بين القيادة  -جوابٌ استنكاري-

المهم، تلقيتُ خبر المرض الذي أصيب به السيد الوزير مصطفى الرميد قبل مُدة بحزن شديد، فراسلتُه فور سماعي للخبر وتمنيتُ له الشفاء العاجل؛ رغم اختلافي معه في العديد من القضايا "التي أُوّلت أنني أعيش معه صراعات وحسابات شخصية" لكن هذا كلام لا أساس له من الصحة يخالف الواقع ويتناقض مع الإنسانية والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها أبناء قضية واحدة مهما اختلفت آراؤهم ، والأخلاق دوما والحب أكبر من السياسة بنفسها فاختلافنا لا يفسد للودّ قضية، والعلاقة الإنسانية تبقى دائما قائمة مهما تعددت الاختلافات، لكن استقبلتُ مساء البارحة خبر استقالته من الحكومة بفرح واحترام شديد لأنه أبان عن شفافيته ومسؤوليته في التسيير رغم الزلات الأخيرة؛ وكل جواد له هفوة وكل فارس له كبوة،  كان بإمكانه مواصلة مهمته بصمت بغيابات متكررة، لكنه لم يفعل ذلك، استقال بنخوة و "حط السوارت" لأسبابه الصحية

براڤو، وأتمنى له الشفاء العاجل..

أمّا بخصوص القيادي البارز السيد ادريس الازمي الذي استقال من رئاسة المجلس الوطني والأمانة العامة، تذكرتُ تصريحي بإحدى المواقع الوطنية حين قلتُ "عودة بنكيران ستُنقذ حزب العدالة والتنمية، وغيابه سيجعل الحزب في موتٍ بطيء وانهيار قريب".

حين نقوم ببعد النظر في استقالة السيد الازمي، كل الخواطر التي سردها السيد الازمي في الاستقالة من قطار وفوات الاوان، تفيد أنه سيغادر إذا لم يعدِ الزعيم.

على أي، لا أظن أن باقي الاعضاء ستنعته ب بياع للماتش، لكن نحن النساء اللواتي تنتقدن مؤسسة لطالما أحبتها أن تكون الأفضل، فنحن خائنات..

على أي، استقالة السيد الأزمي في محلّها (رغم أنه قد غش في الاختبار وسرد نفس أسباب استقالتي هه) 

إذ عبّر في استقالته البيليكية من رئاسة المجلس الوطني للحزب وبالتبع من الأمانة العامة عن عدم تحمله  ما يجري داخل الحزب فقال بالحرف "وعليه لا يمكنني أن أسايره من هذا الموقع أو أكون شاهدا عليه، نفذ صبري ولم أعد أتحمل أكثر، لم يعد هناك مجال لقبول كل شيء وتبرير كل شيء والتهوين من الآراء المخالفة والاعتماد في كل مرة على المسكنات المبنية على عامل الزمن عوض الإشراك والإقناع"

متأكدة أن قرار استقالة السيد الأزمي في هذه الآونة الذي يعيشها الحزب الآن قد تسبب في زلزلة المؤسسة من جذروها، فمن المحزن جدا خسارة كفاءة كالسيد الأزمي، إذ لم يكن عليه الاستقالة الآن والفرار بجلده وترك المؤسسة "عالقة" بقوله "نفذ صبري ولم أعد أتحمل"

أين كنتَ بصفتك طيلة هذه المدة؟ تناقش المؤثرين بقولك مأجورين؟ وما بين الدبشخي والبيليكي وتتابع أوضاع الميديا دون تحريك جفن؟

استقالتك من منظوري الأول "المستقيلة حديثا" في محلها وستصيب القيادة بالهلع، ولكن من الأناني ألاّ أفكر في مستقبل المؤسسة الحزبية التي انتميتُ لها..

أتمنى من القيادة أن  تتبنى سياسة الاجتهاد والتجديد الفكري والسياسي، والعمل في الميدان "بمبادرة النقد والتقييم"

هكذا هي الحياة ستبقى مدرسة تعلمنا أن ليس كل ما نقتنع به اليوم سنؤمن به غدا ؛ ولا أن كل طريق سلكناه اليوم سنرضاه لأنفسنا يوما .. وستثبت لك الحياة دوما أن عقلك لا يمكن أن يستوعب حقيقة الأشياء حتى تختبرها بالتجربة والمعايشة.

الله يخرج السربيس على خير والسلام