مجتمع وحوداث

نجاح تقنين زراعة "الكيف" رهين بإشراك الفلاح وتفعيل بدائل تنموية ناجعة ضامنة لعيش كريم

بدر الدين الونسعيدي

طفى مؤخرا نقاش واسع متشعب في شأن مشروع القانون الخاص بتقنين زراعة القنب الهندي، بين متفائل ومتوجس من مدى انعكاساته المستقبلية على المزارع البسيط والمنطقة إيجابية كانت أم سلبية..

عين الصواب يجب إشراك الفلاح المعني قبل تفعيل قوانين هذا المشروع وتطبيقها على أرض الواقع، والأخذ برأي ساكنة هذه المناطق والإنصات إليها وإلى مطالبها ومعاناتها ، لبلورة تصور ورؤية شاملة متكاملة لخلق تنمية مندمجة ومستدامة لهذه المناطق التاريخية خاصة إقليم الحسيمة.

كما أن نجاح مشروع التقنين قيد المناقشة رهين كذلك، بتحديد دقيق وموضوعي منطقي لمناطق زراعة الكيف ، وذلك باستحضار البعد التاريخي و الجغرافي والمناخي للمناطق المستهدفة، وليس السماح بزراعة ملايين الهكتارات من "العشبة " لكي لا نصبح في "مخطط المغرب المكيف " والتي ستضر بالدرجة الأولى الفلاح..

من خلال بعض قوانين مشروع تقنين زراعة الكيف لاستعمالات طبية و علمية ، تنمية الفلاح تكمن في قلة العرض وارتفاع الطلب للرفع من القيمة التسويقية للمنتوج، وبذلك توفير دخل محترم للفلاح يضمن له عيشا كريما ، من زاوية أخرى يمكن اعتبار تقنين زراعة الكيف تحصيل حاصل ومنعطف تاريخي لساكنة هذه المناطق ، ولحظة تاريخية وفرصة لإنصاف ساكنة هذه المناطق التي طالها النسيان و التهميش ، لذا لا يمكن اختزال النقاش الدائر حول التقنين في الصيغ والقوانين ونتجاهل ونتقاعس في البحث و تفعيل بدائل اقتصادية تنموية حقيقية للساكنة ،  تضمن العيش الكريم للفلاح ، بعيدا عن الهلع وانتظار ما سيأتي أو قد لا يأتي ، وذلك بتنزيل مجموعة من الإجراءات والقرارات الهامة كتأهيل شباب المنطقة لولوج سوق الشغل وإعطائهم الفرصة والأولوية في مباريات التوظيف كالتعليم ، الأمن الصحة... لضمان لقمة العيش لذويهم وتوفير جميع الخدمات الاجتماعية لهم مع سهولة الولوج إليها ، وإنشاء صناديق تموينية داعمة للفلاح ، كما يجب إحداث مخططات ومشاريع تنموية سياحية ، فلاحية ، صناعية... بخلق وحدات صناعية توفر فرص الشغل لأبناء هذه المناطق لإخراجهم من الفقر المتفاقم في السنوات الأخيرة والذي عمق من معاناة الساكنة وساهم في ارتفاع نسبة البطالة ، جعل الساكنة تعيش ظروفا معيشية مزرية ، آنذاك إن فشل مخطط التقنين لدى البعض ستكون البدائل متاحة لهم، وذلك لن يتأتى إلا بوضع تصور شامل وتنزيل استراتيجية واضحة المعالم ومحكمة ودراسة جميع السيناريوهات المحتملة، بدل ترك الفلاح يصارع المجهول.

فاللحظة لحظة حاسمة تستوجب التعبئة الجماعية وفرصة لتنمية هذه المناطق القروية والجبلية انطلاقا من مشروع التقنين، الذي يجب دراسته دراسة دقيقة ومناقشته مناقشة موضوعية متأنية تستحضر فيها جميع الأبعاد و يبقى الهدف في الأخير هو توفير عيش كريم للفلاح والمزارع البسيط.