امرأة

اليوم العالمي للمرأة.. مناسبة للقطع مع الصور النمطية حول معايير الجمال الأنثوي

نادية رويجل*

تبقى البنية الجسدية المثالية رغبة ملازمة للطبيعة البشرية، حيث تأرجحت معايير الجمال بين الطبيعي وبعيد المنال، وهو ما جعل هذا المسعى يلقي بثقله، أساسا، على عاتق النساء اللائي يجدن أنفسهن مطالبات بمعايير أكثر صرامة، وإجهادا، من تلك المفروضة على الرجال.

المعايير والصور النمطية حول الجمال أصبحت متعددة أكثر فأكثر، وذلك بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، واليوم نجد في كل خاصية “ستوري” وصورة لما يسمى بالمؤثرات، وجوها ببشرة الأطفال بشفاه ممتلئة، وأنف مستقيم، وعظام خدين بارزة، ومقاس على شكل كيم كارداشيان، لدرجة أن العديد من النساء لا يترددن في اجراء عملية جراحية، لكي يشبهن صورهم المعدلة (الفيلتر).

في الواقع، دق العديد من الخبراء ناقوس الخطر حول “الصور المعدلة” بوسائل التواصل الاجتماعي لأنهم يعتبرون أنهم بصدد “تغيير تصور الجمال في العالم بأكمله”.

وفي مقال نُشر في المجلة الطبية ( JAMA Facial Plastic Surgery )، ذهب العديد من الباحثين في جامعة بوسطن إلى حد ربط هذه الظاهرة المسماة ” خلل سناب شات” بالاضطراب النفسي.

ومع هذه العوامل المتعددة، تجد النساء أنفسهن في دوامة من المقاييس والمعايير، حيث يصبح الكمال نفقا دون مخرج يمتص كل شيء في طريقه.

واليوم، في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المغرب، تتجه النساء أكثر فأكثر إلى الجراحة التجميلية، كما يظهر من خلال تقرير مثير للجدل بثه مؤخرا القناة الفرنسية “تي إف 1” في 7 فبراير الماضي، حيث لا تتردد نساء شابات للجوء لطلب القروض حتى يبدون شبيهات بالصور المعدلة على مواقع التواصل الاجتماعي حول المثالية الأنثوية.

ومع ذلك، فإن العديد من النساء يدافعن عن الجمال الطبيعي ويحاولن قدر المستطاع إسقاط هذه الصور النمطية، كحسناء مثلا، 45 سنة، التي تقول في مجموعة على الإنترنت أنه “من العار وصف المرأة المغربية كامرأة “سطحية” وتريد أن تكون جذابة من أجل جلب انتباه الرجال … يبحثون دائما للأسف عن تشويه صورتنا بينما المرأة المغربية على وجه الخصوص، أنجزت الكثير في حياتها، وهي أكثر من مجرد جسد نحاول تشييئه “.

من جهته أكد أنس 27 سنة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “لحسن الحظ، وإلى غاية اليوم، يوجد نساء لم يعميهما التصور الذي يحمل المجتمع حولهن، شخصيا، أجد أن الفتيات الطبيعيات أجمل بكثير، إضافة إلى أن هذه” النواقص ” هي التي تجعلهن فريدات، أحب رؤية تنوع أكثر في وسائل اعلامنا لمصالحة الأكثر شبابا مع أجسادهم”.

وتقف العديد من العلامات التجارية العالمية لمستحضرات التجميل والملابس أكثر فأكثر ضد معايير الجمال التي وضعها المجتمع الاستهلاكي، من خلال الإعلانات التي تكرم جميع النساء كيفما كان عرقهن أو شكلهن.

من جانبها شددت إيمان 32 سنة، في تصريح مماثل، على أنه “ليس كل النساء عارضات أزياء فيكتوريا سيكريت، فالمرأة أولا هي شخصيتها، وانجازاتها الصغيرة والكبيرة، وقبل كل شيء ركيزة المجتمع ”

في الختام، لا يجب على المرأة حتى خوض معارك ضد هذه المعايير السخيفة وخصوصا غير الواقعية للجمال، لكنها للأسف تقدم على أنها قطعية، فالجمال بأي ثمن منفر وغير صحي على المدى الطويل.

*(وم ع)