قضايا

بين لقجع ووادو وحملة "التخوين" التي تجاوزت حدود الاختلاف

كفى بريس

تتفاعل قضية دعم اللاعب المغربي السابق عبد السلام وادو، لمرشح الجزائر زطشي على حساب فوزي لقجع، بشكل متواصل من خلال تديوينات وتغريدات المغاربة التي يتم تعميمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كثيرون ساروا على درب تخوين عبد السلام وادو، بعد أن خالف الجميع،  وعبر عن رأيه في ترشيح يهم المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم، وفي المقابل علت أصوات تدافع عن المنطق والموضوعية والحياد في قضية تهم الشأن الرياضي ولا علاقة لها بالسياسة وفق تعبير بعض التدوينات.

الاكيد أن خطوة عبد السلام وادو لم تكن محسوبة بشكل جيد، لأنها جاءت في وقت تشتعل فيه نيران الحقد الجزائري ضد المغرب، وخرجته في هذا الزمن المشوب بالضبابية يحمل أكثر من معنى، وقد يحتمل عدة تأويلات منها انتقام وادو مثلا من الطريقة المهينة التي طرد بها من فريق مولودية وجدة، وعدم تدخل الجامعة في حسم خلافه مع فريق عاصمة الشرق.

لكن ما يبقى ثابتا أن وادو عبر عن رأي لا يستوجب التخوين، كما ورد في تدوينات متناثرة على الفايسبوك، أكدت "استسهال الرمي بالخيانة في كل الاتجاهات، حتى بات هذا الاتهام يجري على الالسن بانسيابية."

المدافعون عن الفكرة وليس عن وادو، يعتقدون "ان المسافة اتسعت بيننا وبين ثقافة الاختلاف".

احدى التدوينات نصحت فوزي لقجع، ب "إدانة أهم آفة تنخر الرياضة العالمية ، وهي العنصرية، التي ظهرت واضحة في الكثير من ردود الفعل ضد تصرف وادو"، مشيرة  إلى أن الحملة ضد وادو أصبحت "مقيتة" ولم تعد "تصرفا معزولا" و"تجاوزت الانتقاد"، ويتوجب إيقافها صونا لثقافة الاختلاف.

فهل سيتمكن لقجع من وقف هذه الحملة التي يتعرض لها عبد السلام وادو على خلفية تعبيره عن رأيه والذي مهما اختلفنا معه بشأنه يبقى تعبير حر في بلد يؤمن بالحرية كأساس للمواطنة.

بعض مغاربة التواصل الاجتماعي، الذين تأملوا المشهد بعيدا عن العصبية والشوفينية، يرون أن لقجع عليه "أن يدافع على القيم الرياضية العليا، لأن لاعبا ومدربا يتعرض لهجوم عنصري مقيت بسبب اختياره ورأيه في ملف يعد لقجع طرفا فيه.."

وبالنسبة لهذه التدوينات الصادرة عن عقلاء يجنحون إلى الرزانة، فإن لقجع عليه أن "يدين ما وقع لأنه صادر عن داعميه أو مسانديه أو المتعاطفين معه.."

الحملة التي يتعرض لها وادو، وصفت أيضا من طرف البعض ب"العنصرية"، ويتحمل فيها لقجع "المسؤولية المعنوية ، لأنه لم يتحرك لوقف وإدانة حملة عنصرية مرتبطة بملف هو طرف فيه.."