سياسة واقتصاد

تأكيد أهمية دور المغرب الاستراتيجي في تعزيز التعاون الاقتصادي بين اليونان والحوض المتوسطي

كفى بريس

أجمع المشاركون في النسخة الثالثة لـ"لقاء العمل.. اليونان-شمال افريقيا"، التي نظمتها، الأربعاء 07 أبريل الجاري، الغرفة العربية اليونانية للتجارة والتنمية، على أهمية الدور الاستراتيجي للمغرب في تعزيز آفاق التعاون الاقتصادي بين اليونان والمغرب، وفي الحوض المتوسطي.

وفي كلمة له بالمناسبة، قال الأمين العام للغرفة رشاد مبجر إن المغرب، البلد العريق والقوي باستقراره السياسي والاقتصادي وبنظامه المتطور، تربطه باليونان علاقات سياسية واقتصادية قوية، ويمتاز بإمكانيات استثمارية واعدة من شأنها فتح آفاق كبيرة للتعاون.

وأبرز أن المملكة تزخر بالعديد من المؤهلات الاقتصادية القوية التي تتنوع ما بين الإمكانات الطبيعية والجغرافية والسياحية، وأيضا البنى التحتية، والموارد البشرية عالية التكوين، مسجلا أن تنظيم هذا اللقاء ينوخى تدارس فرص التعاون الاقتصادي بين الفاعلين في بلدان شمال إفريقيا واليونان لاستكشاف مجالات جديدة للشراكات الاقتصادية.

وفي هذا الإطار، قال القائم بالأعمال في سفارة المغرب باليونان خالد السبتي، إن المغرب واليونان، اللذين تربطهما علاقات تتطور باستمرار بفضل التاريخ المشترك والمبادلات التجارية متزايدة الأهمية، تجمعهما اتفاقيات ثنائية تشمل مختلف مجالات التعاون مثل الصناعة والتجارة والطاقات المتجددة وتحفيز الاستثمار والنقل والرياضة، مبرزا أن المغرب يولي اهتماما أكبر لتوطيد العلاقات الاقتصادية مع اليونان، خاصة عبر قنوات القطاع الخاص وخلق فرص التكامل بين الشركات بالبلدين.

وسجل أن متانة العلاقات الاستراتيجية بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي تشكل محفزا إيجابيا للفاعلين الاقتصاديين لإقامة شراكات جديدة مع المقاولات المغربية، مضيفا أنه في محيط جغرافي يسوده التوتر ومخلفات وباء "كورونا"، يدرك المغرب واليونان، بوصفهما قطبي السلام والاستقرار في منطقة المتوسط، التحديات المطروحة والحاجة إلى مزيد من تنشيط هذا التعاون ذي المنفعة المتبادلة.

من جانبه، استعرض لحسين عليوى نائب رئيس جامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات مختلف الأوراش الهيكلية التي انخرط فيها المغرب، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة تضمن للمغرب اندماجا كاملا في محيطه الإقليمي والدولي وتقوي حضوره في الحركة الاقتصادية والتجارة العالمية.

وبعدما توقف عند مختلف الاستراتيجيات الاقتصادية التي تشمل مجالات الفلاحة والصيد البحري والسياحة والطاقات المتجددة، سجل أن المغرب تمكن في السنوات الأخيرة من تحقيق تقدم ملموس في مؤشر مناخ الأعمال، واعتمد ترسانة قانونية قوية توفر الحماية اللازمة للمستثمر المحلي والأجنبي.

أما بدر عليوة عضو الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فقد قدم عرضا مستفيضا حول إمكانيات الاتحاد ومجالات تدخلاته الاقتصادية على الصعيدين الوطني والدولي، مؤكدا أن الاتحاد يضطلع بدور محوري في الأداء الاقتصادي المغربي والقاري، مشددا على رغبة الاتحاد في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الفاعلين في القطاع الخاص المغاربة واليونانيين، والنهوض بمناخ الاستثمار في البلدين.

بدوره، قدم لوانيس باباس المستشار الاقتصادي والتجاري للسفارة اليونانية بالمغرب لمحة عن المؤشرات الرئيسية للاقتصاد المغربي، ولاسيما المتعلقة بالنمو والاستثمار وتدبير المملكة لأزمة "كورونا"، بما في ذلك النجاح الذي حققته حملة التلقيح، مبرزا أن هذه العوامل كان لها وقع إيجابي على مجتمع الأعمال وثقة المستثمرين.

ولفت إلى أن هناك فرصا كثيرة لتطوير التعاون الاقتصادي بين المغرب واليونان، ولاسيما في مجالات الطاقات المتجددة والنقل البحري، مؤكد أن التعاون الثنائي يمكن أن يتوسع ليصبح تعاونا استراتيجيا متعدد الأطراف.

من جانبه قال رئيس الجالية اليونانية بالمغرب تاكيس كاكاينيس، إن المملكة، التي تشكل بوابة التجارة الأوروبية نحو إفريقيا، تقدم إمكانات تعاون جد واعدة في مجالات اقتصادية رئيسية، في مقدمتها الزراعة والطاقات المتجددة وصناعة السيارات وتربية الأحياء المائية.

يذكر أن النسخة الثالثة لـ"لقاء العمل.. اليونان-شمال افريقيا"، التي عرفت مشاركة إلى جانب المغرب، ليبيا ومصر وتونس والجزائر، ركزت، بالأساس، على بحث سبل التعاون واقامة شراكات جديدة في قطاعات العمل الحيوية، خاصة السياحة والخدمات، والتعليم الجامعي الخاص والتكوين المهني.