سياسة واقتصاد

كلام غليظ عن تجربة كبيرة وأسماء هشة

عبدالعزيز المعداني

 

"مطالب بتقييم جدي لمسار تجربة “الإنصاف والمصالحة” بعد ظهور مزاعم للتعذيب"... :

 

من نافلة القول، أن للصلاة نواقضها كما للصيام أيضا مفطراته ومنها مثل هذا الحديث عن "كمشة" من الباحثين عن "جوا منجل" في عز ربيع مغربي مزهر ولو في زمن كورونا.

قلنا من نافلة القول أيضا أن للإيمان بالأوطان نواقضه بكل تأكيد، وتتلخص في قلة النية وسوء الظن والنكران وبكل تأكيد فتح "بيسري" على ناصية الوطن..

الحقيقة، أنني أول ما اطلعت على العنوان، قلت ربما هناك حالات لا نعرفها تعرض "أصحابها" لما يسمى "التعذيب"، ربما يكون المغرب قد سها عن التزاماته الدولية، ربما الدولة نامت قليلا عن مراقبة وحماية الحقوق الفردية والجماعية، وقد يكون هذا السهو تسبب في حالة شاردة... ربما من يدري، "فسبحان لي ما يسهى ما ينام"..

تفتح الرابط وتقرأ التقديم الغليظ مثل العنوان، وتشم طبخة محترقة منذ السطر الخامس أو السادس، وتنزل إلى ما تبقى لتجد أسماء فاحت رائحتها في كل الأرجاء، وشمها حتى "المزكوم"، رائحة تفيد بتحلل جثة أفكار مغشوشة ومسارات مخطط لها من طرف الغير، وبت فيها العباد قبل البلاد، شهود على "رباعة المعذبين" بالورق والقلم فقط وبمشاهد الفيديو المفبركة وبالتمثيليات الرديئة.

الأكيد أننا لن نسمح لمثل هذه الترهات التي تغلف الدفاع عن أشخاص بعينهم أذانهم القضاء في جرائم فظيعة، برداء مراجعة تجربة كبيرة وضخمة ورائدة هي تجربة الإنصاف والمصالحة التي صار من خلالها المغرب مرجعا في تحقيق المصالحة مع ماضيه.

تجربة تغنى بها القريب والبعيد، وأخذتها العديد من الدول نبراسا لمساراتها، ونموذجا للقادم من تجاربها، اليوم بسبب أسماء تقبع في خانة الإجرام سواء بالتخريب أو الإرهاب، يفتح قلم "سيال وسيان" الباب الوهمي لتقييم تجربة حقيقية أكبر من أوهامه..

المنطق يؤكد، أن لكل مقام مقال، ولكل موضوع ناسه الذين يستطيعون الحديث عنه، وموضوع الإنصاف والمصالحة، اكبر من أن تحتويه دفتي دفتر إنشائي توجد على رأس صفحاته أسماء قالت فيها الحقيقة قولها..