قضايا

فلوس المازوط

سعد كمال

أشعلت تصريحات الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة " التركتور" الكثير من الحرائق، وتجندت "كتائب" لقصف حزب مسيرة "ولد زروال"، ، عوض أن تنبري للرد على مضمون تصريحات  عبد اللطيف وهبي إزاء قياديين في حزب "الحمامة": عزيز أخنوش وحفيظ العلمي..

وبالمقابل طفقت، تخصف على  ملف المحروقات، و "سهام"  و مؤسسة  "جود" ما يستر عورة 17 مليار درهم، و 452 مليون دولار، و قفف رمضان...

ما قاله وهبي ليس مسيرة جديدة لولد زروال، لأن الحزبان يتقسمان الكثير من " القناعات" و " المواقف"، و ليست عملية تسخينية تسبق مقابلة في فن المسايفة، و لا مجرد محاولة لتذكير الناس بما جرى، بل أشبه بمعركة تدور رحاها في قلب حلبة لمصارعة الثيران، لا برواك ( بالكاف المعقوفة) فيها.

ما قاله وهبي، رغم ما فيه من ديماغوجية، فهو يستند الى حقيقة، لا أحد يستطيع لي عنقها، وهي تقتضي نفض الكثير من الغبار...

و إذا كان ملف المحروقات لا يزال قيد المعالجة في "عرين" مجلس المنافسة، بعد تعيين رئيس جديد لهذه المؤسسة

، فإن مسألة تمرير بند في قانون المالية يعفي عمليات تفويت الأسهم والحصص من رسوم التسجيل، على عهد وزير الاقتصاد والمالية السابق، القيادي في التجمع، محمد بوسعيد، يسائل حكومة سعد الدين العثماني بكاملها، ويسائل الأحزاب أغلبية ومعارضة... ويسائل وهبي نفسه، ما دام كان شاهدا على هذا التمرير من دون أن ينبس ببنت شفة.

حتى لا نردد مع المرددين: " فلوس المازوط يديها زعطوط" كما علق أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تصريحات وهبي، فلا يسعنا إلا أن نتمايل مع سيدة الطرب العربي أم كلثوم ونحن نردد:

بالدمع جودي ياعين... فأحيانا تحتاج العين للكثير من الدموع

" وفي الدمع راحة لو استطعت إليه سبيلا" كما قال وهب بن منبه.