مجتمع وحوداث

إصدار المنصة البيبليوغرافية حول الإعاقة بالمغرب “نقلة نوعية” في الاهتمام بالمجال علميا وعمليا

كفى بريس: (وم ع)

اعتبر منسق التنسيقية الوطنية للشبكات العاملة في مجال حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة بالمغرب، عبد المالك أصريح، أن إصدار منصة بيبليوغرافية حول الاعاقة بالمغرب يعد نقلة نوعية في مجال الاهتمام بهذا المجال علميا وعمليا.

وأوضح عبد المالك أصريح، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن إصدار وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة لـ “دليل بيبليوغرافية الإعاقة بالمغرب”، عبر المركز الوطني للرصد والدراسات والتوثيق في مجال الإعاقة، “لا يمكن إلا التنويه والاعتزاز به”، أولا لأنه يوفر قاعدة بحث واسعة مهمة للغاية في الجانبين النظري والعملي، وثانيا لأنه يتجاوب عمليا مع مسألتين أساسيتين، تتمثلان في إغناء الحقل الأكاديمي والمعرفي بالنظر لقلة البحوث حول الإعاقة، وفي توفير أرضية علمية مهمة وواسعة لتشجيع الطلبة والباحثين على الاشتغال على أطروحات تطبيقية ونظرية في المجال.

واعتبر الخبير في مجال الإعاقة ومستشار تقوية القدرات بجمعية الحمامة البيضاء أن هناك أبحاثا وتقاريرا تحتوي عليها خزانات الجمعيات المختصة والقطاعات الحكومية المعنية، ولكنها تبقى في بعض الأحيان غير متاحة أمام شريحة كبرى من الباحثين والمهتمين، مضيفا أن هذه المنصة من شأنها أن تشكل فضاء لجمع وتعميم التجارب والبحوث العلمية والإصدارات حتى لا تبقى حبيسة الرفوف.

في هذا السياق، أبرز أهمية “دليل بيبليوغرافية الإعاقة بالمغرب”، الذي سيتيح أمام صناع القرار وواضعي السياسات العمومية وايضا أمام الطلبة والباحثين كما كبيرا ونوعيا من الاصدارات والابداعات التي تخص موضوع الاعاقة وجوانبه التشريعية والعملية والفكرية.

وشدد عبد المالك أصريح على أن هذه المنصة هامة لتطوير الاهتمام المؤسساتي والجمعوي والعلمي بمجال الاعاقة في شموليته ومواكبة حاملي المبادرات الترافعية ذات الصلة ومسارات الأشخاص المؤثرين وقصص النجاحات الشخصية والجماعية في مجال الاعاقة.

وحسب المتحدث، فالمنصة البيبليوغرافية تفاعلية، بمعنى أن أي بحث أو دراسة صدرت، سواء كانت تطبيقية أو تنظيرية، سيكون من المتاح تعميمها على نطاق واسع بما يفيد مجتمع المعرفة والمهتمين بمجال الاعاقة، مضيفا أن المنصة ستكون بالتأكيد مفيدة للعمل الجمعوي الميداني في مجال الاعاقة.

في هذا السياق، أبرز ان المنصة ستشكل موردا أساسيا للفاعل الجمعوي للاطلاع على الممارسات والتجارب الخلاقة والرائدة، وإتاحتها الفرصة للمجتمع المدني والجمعيات المعنية لتبادل التجارب والخبرات فيما بينها، وترشيد العمل الجمعوي ودعم علاقاته بالمؤسسات الرسمية والمنتخبة، التي تعد شريكا هاما لتنزيل الكثير من المشاريع والأفكار على أرض الواقع.

وتابع أن المنصة ستشكل أيضا مركزا للموارد ومصدر إلهام، يمكن لأي فاعل الالتجاء اليه والأخذ من التجارب المهمة في مجال الاعاقة ما يفيد في وضع المشاريع وتسهيل مسافات التواصل بين الفاعلين في المجال، معتبرا أن من شأنها تجويد العمل الميداني للجمعيات.

بهذا الصدد، أوضح أن توفير قاعدة المعطيات والمادة المعرفية والمعطيات المحينة سيمكن الجمعيات المهتمة من الاطلاع على مشاريع ملموسة وذات أولوية، منها مشاريع تنزيل الولوجيات وتعميمها في كل مناطق المغرب، وآليات التشاور والتعاون مع الهيئات الحكومية المعنية أو مع الهيئات المنتخبة المتجاوبة مع مطالب الجمعيات والتخطيط الأسري والمجتمعي، وادماج بعد الإعاقة في تدبير الأزمات، ومن بينها هذه الأزمة الوبائية الطارئة، وتقييم السياسات المحلية والجهوية والوطنية من منظور الإعاقة.

كما لاحظ أن الدليل مهم سواء بالنسبة للجمعيات التي تقدم خدمات في مجال الاعاقة أو الجمعيات التي تترافع من أجل قضايا الأشخاص في وضعية إعاقة في كل المجالات، زيادة على توفيره لمادة علمية مدققة تمكن من الإحاطة بكثير من المواضيع التي تخص هذا الجانب الاجتماعي الذي توليه المملكة اهتماما خاصا.

وخلص إلى أنه بفضل توزع الاصدارات من حيث لغة النشر على العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، ستتمكن جهات دولية مهمة، منها جهات حاضنة لقضايا الإعاقة من الاطلاع على ما حققه المغرب من إنجازات وما يدبره من مشاريع ومخططات تنال الاستحسان، إضافة الى الاطلاع على عمل المجتمع المدني المختص، وفي الوقت ذاته تمكين الجمعيات من تعزيز علاقاتها الدولية في هذا الشأن الاجتماعي.

*(وم ع)