على باب الله

عادل الميلودي... وحمامة أخنوش الجريحة

المصطفى كنيت

لا ينتظر المغاربة وصول عزيز أخنوش إلى رئاسة الحكومة كي يعيشوا "معززين مكرمين"، فهم معززون مكرمون بدون حاجة إلى أن يكون هو أو غيره في هذا المنصب، لأن عزتهم وكرامتهم يضمنها الدستور ويصونها عاهل البلاد، أما أخنوش أوغيره فهو مجرد "عابر في كلام عابر".

غير أن الفنان الشعبي، عادل الميلودي أبى إلا أن يقحم نفسه في الحملة الانتخابية للسيد أخنوش، وحزب أخنوش، وحمامة أخنوش الجريحة، فخرج في شريط فيديو يقول:" إلا كان عزيز أخنوش هو رئيس الحكومة المقبلة... المغاربة غذي يعيشو معززين مكرمين"

وكان على هذا الفنان الشعبي، الذي قال بعظمة لسانه "خنت زوجتي حتى سخفت" أن لا يلقي بعصاه في بحر السياسة، قبل أن يستفتي زميلته في المهنة شيخة طراكس ( التي تحولت في هذا الشهر الفضيل إلى مهنة الوعظ والإرشاد)، في تلك النازلة...

غير أن الله سبحانه وتعالى، رأفة بعباده، رفع القلم عن ثلاثة... و سيكون للشيخة طراكس حق القياس في هذه الحالة.

لكن سامح الله الفنان عادل الميلودي أليس هو الذي غنى:

ما ترفد هم أقلبي

لي جاك اعطيه صوابو

و لا أظن أن عادل الميلودي يحمل همّ الانتخابات أو همّ المغاربة، و نعتقد أن القضية كلها فيها "صواب"، كان لا ينبغي أن يكون على حساب عزة وكرامة المغاربة.

وكان على " الحلوفة" وهي أغنية شهيرة لهما معا ( طراكس والميلودي) أن تشد الأرض، عملا بالمثل الشعبي: " لي تلف يشد الأرض"، لأن الدين والسياسة بمعزل عن الفن.

لذلك لن نطلب من عادل الميلودي أن يخوض حملة جديدة للمقاطعة أو أن يرفع شعار المطالبة باسترجاع 17 مليار درهم، بل نلتمس منه فقط أن يشاهد شريط فيديو تلك العاملة  التي مرغت شركة "إفريقيا" عزتها وكرامتها في التراب ويمسح دموعها.