على باب الله

لحية الطماع طويلة...

المصطفى كنيت

البرنامج الانتخابي الذي أعلن عنه حزب التجمع الوطني للأحرار:  طموح، قد يكون قابلا للتحقق، و قد يبقى مجرد حبر على ورق...

والأكيد أن هذا البرنامج يستمد بعض عناصره من مشروع الحماية الاجتماعية الذي أرسى لبناته ملك البلاد، و اية حكومة مقبلة قادها عزيز اخنوش أو غيره ملزمة بتنزيل مضامينه، من دون لف و لا دوران، غير أن عجلة هذا البرنامج تدور أكثر من اللازم، على ما يبدو، وهو ما قد يثير الكثير من النقع، عند تماس العجلات بالواقع، و ما على الناخبين إلا ان يتمنوا  تحقيق هذه الوعود الانتخابية، إذا ما قرروا منح التجمع ثقتهم، و ان ينسوا وعود العراقيب ( جمع عرقوب)، الذين مروا من الحكومات السابقة، من دون أن تتحقق وعودهم.

لكن على رأي المثل: " عراضت لخلا تتبات في الدار"، فقد يجد حزب الأحرار عنقه مطوقا بهذه الالتزامات بعد اشهر قليلة فقط، و سيكون عليه، آنذاك، انجاز ما وعد به الناخبين، او تعميق هوة الثقة بين المواطنين والأحزاب، مع ما قد يترتب عن ذلك من تهديد للسلم الاجتماعي.

و نتمنى أن لا يقع الحزب في فخ:" حساب الكاشوش ما تيخرجش"، لأن قيادة الحكومة ليست مجرد ترف سياسي، وكما يقول المغاربة:" السوق تيهرس لفام (جمع فم)".

وفي التحليل الاجتماعي للسلوك الفردي للأشخاص، يقول الناس: " لحية الطماع طويلة"، لكن لحى الناخبين ليست طويلة أكثر من اللازم بعد ان شذبها مقص حزب العدالة والتنمية ' الحاكم'.

و حين صنع السامري  لبني اسرائيل عجلا، خاطب هارون شقيقه نبي الله موسى (ص): " يا ابن امي لا تأخذ بلحيتي".

طبعا، الأحزاب أحرار في صياغة برامجها، ومهما كان فيها من طموح.

وليس عيبا من  باب تحقيق هذا الطموح، أن يقدم حزب الحمامة، تفسيرا لاختيار  فئة المعلمين فقط للزيادة في أجورها دون باقي فئات الموظفين المغلوبين على أمرهم، و هل ستتحمل ميزانية تحرص على تقليص نسبة الأجور، هذه الزيادة؟

وكيف سيخلق الحزب مليون منصب شغل في السنة الواحدة، في ظل الانكماش الاقتصادي الذي عمقته " كورونا".

نتمنى ان لا تخلف 'الحمامة' وعودها، التي تحتاج إلى الكثير من التمحيص.