قضايا

مسرحية "الزعيم" يرويها تبون

عبد الحكيم نوگيزة

نظرية المؤامرة ليست ابداعا جديدا لنطام حكم هنا او هناك في ارض ألله الواسعة ، حيث لا تخلو الدنيا ، ومنذ تاريخ بعيد، من حالات جفاء او حروب ، يدفع اليها  طرف فيها بفعل سوء نية ، ناتجة عن الاعتقاد بأنه عرضة لمؤامرة الآخر.

هي في هذه الحالة هوس يصاب به حاكم شأنه شأن اي انسان.

لكن الخطير في هذا المرض، هو ان يصاب به حاكم في دولة لا سلطة فيها للشعب على الحاكم ، ولا دستور يقيد صلاحياته، ولا سيادة لقانون ينزع منه  القرار ويحيله على مصحة للأمراض النفسية او العقلية.

لا حاجة ، في هذا السياق ، للتذكير بحالة ترامب  الذي انتزع منه الكونغريس صلاحية اعلان الحرب، التي كان يعتزم القيام بحماقة ارتكابها.

 ثم بعد ذلك رأينا كيفية محاصرة جنونه بالمؤسسات حين اعتمد نظرية المؤامرة للتمرد على نتائج الانتخابات.

وغير بعيد عن حالة دوناد ترامب ، تم اسقاط صديقه المجنون الآخر  نتانياهو ، بائتلاف هجين على خلفيات اهمها من غير المعلن، حرب الوجود ضد نفس الدولة (ايران) .

في التصريحات الاخيرة لممثل العسكر الجزائري بأعلى هرم السلطة ، وخاصة تصريحاته لمجلة "لوبوان " الفرنسية، اعادنا السيد تبون مرة اخرى الى "نظرية المؤامرة" ، وكان المغرب ،  ككل مرة يغرق فيها النظام العسكري الجار، هو الطرف "المتآمر".

لا جديد إذن، لا على مستوى المرض إياه ، ولا بالنسبة للمصاب به. فالحكاية مجرد اجترار لهوس صار بنيويا ، بالنسبة لنظام عسكري قام منذ استقلال البلاد ، على انقاض كل ما يمكن ان يمت بصلة الى دولة المؤسسات .. حيث الكلمة الاولى والأخيرة للبنادق والأحذية الثقيلة.

لنقل إننا اقرب الى سلوك حاكم اشبه ب "الزعيم" في مسرحية عادل إمام ، وما نرجوه فقط ، هو ان يكون علاجه داخليا على يد الحراك الشعبي ، وليس بحرب رمال ثانية تعيد على مسامعنا خطبة الراحل بنبلة " حگرونا ياخوتي حگرونا".