تحليل

موسم الهجرة إلى اللوائح الانتخابية!

يوسف معضور

بدأت “التسخينات” تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي، استعدادا لانطلاق موسم هجرة المرشحين إلى اللوائح الانتخابية، التي ستدفع الكثير منهم إلى ابداع طُرق جديدة في التواصل الميداني الذي يدخل ضمن طقوس الحملات الانتخابية التي ستنطلق في الأيام القليلة المقبلة، خصوصا تلك الشخصيات المعروفة في الساحة السياسية والتي تستعد منذ سنوات لدخولها السباق إلى الكراسي عند انتهاء كل ولاية تشريعية.

سيرتدون سراويل “الدجينز” والأحذية الرياضية، كإشارة إلى أن الميدان لا يلزمُه ارتداء البدلات الرسمية والقُمصان الموَقّعة وربطات العنق..

سيمشون في الأسواق، وسيتوقفون كلما دعت الضرورة عند الباعة المتجولون لتناول “ما قسّم الله” من الأكلات الشعبية الرخيصة..

بلا شك ستزداد لديهم درجات الإنصات إلى المواطن ..

لن يتكلموا حتى ينتهي ويطلبون منه الإذن بالإجابة..

سيحدثونه عن حب الوطن الذي يبتدئ بالتصويت على الأشخاص الذين يحملون هموم البلاد والعباد.. وبلا شك هؤلاء الأشخاص هم خريجو الأحزاب العريقة التي ينتمون إليها !

سيوظفون العبارة الشهيرة “البركة في الشباب والتغيير بالشباب ومع الشباب”..

سيصبحون بين “حَملةٍ” وضحاها عبارة عن خبراء في التنمية الاجتماعية والمجالية..

سيناقشون، في المقاهي ومداخل الأزقة والأحياء، مضامين تقرير النموذج التنموي الجديد..

سيربطون نجاحه بضرورة وضع الثقة في الأحزاب التي ينتمون إليها أحزاب تتوفر على برنامج انتخابي مندمج شامل !

سيتحولون إلى خبراء في التنمية الذاتية، يتحدثون خطاب التفاؤل والإيجابية ويوزّعون ابتساماتهم العريضة بكل سخاء على كل من سيلتقون به في طريقهم.

سيتحولون إلى أناس اجتماعيين “شعبيين ولاد الشعب، ولاد البّلاد”..

سيدعمّون صفحاتهم على “فيسبوك” و”إنستغرام” كوسيلة لمواكبة التطور الرقمي الذي نعيشه، كي ينزّلوا عليها صورهم مرفقة بإحصائيات وإنجازات مؤسساتهم الحزبية و”ݣرافيك” حول المشاريع التي سيسهرون على إنجازها عند فوزهم بالمقاعد البرلمانية..

في الأخير، كلهم سيجمعون بدون استثناء على ضرورة قطع الطريق أمام الفساد والمفسدين !!!