على باب الله

طير يا حمام وعلي وسير فين بغيت

المصطفى كنيت

في اغنية الفنان حميد الزاهير " طير يا حمام وعلي و سير فين بغيت".

في اغنية غيثة بنعبد السلام :

" سمعناهم يكولو لحمام كيطير و يهجر مكانو...".

و يبدو ان الكثير من الحمام، اختار ان يغرد خارج السرب، وبعضه اختار ان يغادر السرب بالمرة بلا رجعة، لان رجوعه لا يليق بالسياقات الجارية التي تتسم بقلة النية، و فقدان الثقة.

غير ان الحمام ليس كله واحدا، بل اصنافا و أنواعا، و القليل منه فقط ينتمي الى فصيلة الحمام الزاجل، او فصيلة  الحمام الذي يحمل الرسائل.

و لا باس بعد ذلك ان يردد المرددون، بكل حسرة، مع المغني الجزائري محمد العنقى:" لحمام لي ربيتو مشى عليا(....)

صار هارب عني ما دار لي مزية  ...".

و لم يتبق في "الشبيك "، إلا القليل من الحمام، و سيحتاج الحفاظ عليه الى الكثير من العناء، حتى لا يضطر الناس الى ترديد عيطة: "شد حمامك يادريس"، و لهذا الاسم الكثير من القصص، فيها عبرة لأولي الالباب.

و تحتاج تربية الحمام الى الكثير من الجهد، من دون حاجة إلى إعادة التربية.

وقد جعل الله سبحانه و تعالى  بعض اصناف الحمام، لا ترضى  العيش بين القضبان، و تهاجر حسب تقلبات الفصول، تماما كما يهاجر الكثير من المنتخبين في كل محطة انتخابية.

و مع اقتراب هذه المناسبة، بدا التسابق  للوصول الى قبة البرلمان، فاطلق اخنوش حمامه من اكادير حاملا على جناحيه الكثير من الوعود، التي ينوء بها ظهر الحصان، الذي يدخل السباق الانتخابي منهكا بجر قاطرة الخلافات الداخلية.

و قد حط الكثير من الحمام على خيط الاماني الانتخابية، و في القرٱن الكريم:" و غرتهم الاماني".

و ليس ضروريا ان يفوز من اطلق ساقيه للريح قبل ان يضع قدمه على خط الانطلاقة، لان ذلك قد يجعله يتحول الى مجرد ارنب سباق.