قضايا

كورونا... عنوان هذه المرحلة المفصلية هي الحيطة و الحذر و عدم إهدار المكاسب المحققة لحد الآن

عز الدين الإبراهيمي*

نشر البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، كعادته نص تدوينة عبارة عن مقال تفاعلا مع القرارات الاخيرة التي أصدرتها السلطات العمومية، كما أشار إمتعاض المغاربة من قرارات سابقة، وأكد أنها أسئلة منطقية يحق لكل مواطن أن يطرحها ويجب التواصل بشأنها.

التدوينة / المقال، إختار لها الإبراهيمي عنوان "والله حتى المغاربة كيفهمو... غير شرحو ليهم"، وقال فيها إن المغاربة أظهروا إمتعاضا من قرارات عديدة و عدم تفهمهم لها و كأن المغرب يضمر الضغينة و الحقد لمواطنيه و لاسيما خارج أرضه... و هنا يجب أن نؤكد أنه عكس ذلك فالمغرب مشتاق لكم و يود أن يراكم في بلدكم هذا الصيف...

وفيما يلي ننشر نص المقال كما ورد في صفحة البروفيسو الإبراهيمي على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:

الأسئلة المنطقية التي يحق لكل مواطن أن يسألها... ويجب التواصل بشأنها

بعد القرارات الأخيرة، طرحت العديد من الأسئلة... و مرة أخرى و بدون المس بصلاحيات مدبري الأمر العمومي.... فأنا أدون اليوم كمواطن مغربي غيور على بلده..

بالفعل فقد أظهر كثير من المغاربة امتعاضهم من العديد من القرارات و عدم تفهمهم لها و كأن المغرب يضمر الضغينة و الحقد لمواطنيه و لاسيما خارج أرضه... و هنا يجب أن نؤكد أنه عكس ذلك فالمغرب مشتاق لكم و يود أن يراكم في بلدكم هذا الصيف... ولكن عنوان هذه المرحلة المفصلية هي الحيطة و الحذر و عدم إهدار المكاسب المحققة لحد الأن و المجازفة بها ....شريطة الإنصات لنبض الشارع و تساؤلاته... و التواصل معه إذا كان في القرار لبس... و تعديله إذا كان القرار غير مناسب....و تكييفه و أجرأته إذا كان القرار ليس عمليا... تاواحد ماباغي خدمة لا في المغاربة ديال الداخل و لا ديال الخارج... ولكن قبل ذلك و جب توضيح المبادئ التالية تنبني عليها المقاربة الآنية:

1- المغرب لم يخرج بعد من الأزمة

2- سنخرج بالتدرج من الأزمة كما دخلناها بتخفيف تدريجي للإجراءات الحالية

3- الاستمرار في مرونة تطبيق القرارات لتكييفها محليا و جهويا ووطنيا و دوليا

4- تحيين كل قرار في أي وقت للتكيف مع المتغيرات أو إذا ما استعصى التطبيق

و كعادتي سأحاول الإجابة بكل شفافية و صراحة جارحة عن أسئلة مهمة و مشروعة يطرحها المواطن المغربي و الله ولي التوفيق.

السؤال الأول... كيفاش دارت هاد اللوائح ألف و باء؟ هنا و جب التذكير أن القرار التدبيري ليس مبنيا على التوصية العلمية فقط بل هو نتاج للتوصيات الاقتصادية و الاجتماعية... و الجيوسياسية... إييه حتى هي... فهذه اللوائح بنيت على ثلاث مبادئ:

1- وجود معطيات من عدمها... فبالطبع فبلدان كأفغانستان و سوريا و مع عدم وجود بيانات لا يمكن إدراجها في اللائحة ألف

2- نسبة انتشار السلالة المتحورة أو مخاطر التحور... و هذا يفسر لماذا أدرجت دول كالإمارات و قطر في اللائحة ب و تركت السعودية في اللائحة ألف... و لاسيما أن هاته الدولتين تعتبران بوابتين لشبه القارة الهندية على العالم... و أؤكد هنا أن هذه اللائحة سيتم تحيينها كلما استدعت الضرورة أو حدث مستجد... و سأعود في السؤال الثاني لنقطة الحجر و التلقيح...

3- التحكم في الوباء و هنا يتفهم الجميع أن نطالب بالحجر للأشخاص القادمين من دول كالبرازيل و الهند

السؤال الثاني... أنا في اللائحة "ب" و لكني ملقح و عندي شهادة سلبية... علاش الحجر؟ هذا سؤال وجيه و أتفهم امتعاض الكثيرين و إحساسهم بالتمييز ضدهم... كيف يعقل أن يحجر على شخص لمدة 10 أيام و ليس له إلا شهر من العطلة؟ و شرحونا الفرق بين ملقح من اللائحة ألف و أخر من ب؟ و من الجانب الأخر أتفهم الحيطة و الحذر و عدم المجازفة التي تؤسس لهذا القرار في مقاربة تدبيرية لمخاطر التحور... وكلي أمل أن نجد قرارا يسمح لجميع المغاربة الملقحين من الفئة ب بالدخول للمغرب بتحليلة سلبية فقط و بدون حجر... الله يكون في عون مدبري الشأن العمومي...

السؤال الثالث... أنا ملقح نخرج بشهادتي و ولادي؟ هنا أقول أنه فهم خاطئ للقرار... فمغزى القرار هو تسهيل تنقل المواطنين الملقحين دون أخذ إذن السلطات... يسهال عليك الأمر بلا ماتمشي للمقاطعة.... أما تنقلك و أولادك... و بصراحة جارحة... فالكل يعرف أن الجميع يتنقل و بأولاده و الحمد لله... كتسافر في إطار مرونة تطبيق الاجراءات

السؤال الرابع: الناس ديال إسبانيا... حرمتونا من التنقل بسيارتنا و سنضطر للتنقل جوا؟ اللهم قاصح و لا منافق... للتذكير فالناس ديال الفنيدق بقاو بلا خدمة و لا قوت يومي  بسبب إغلاق سبتة و مليلة و لأكثر من سنة... إذا هاد العام، جيتو في الطيارة ما فيها باس... و كما فعل إخواننا في الشمال أتمنى بتؤازركم سنوجه رسالة "جميلة" لجاراتنا الشمالية... و عند السياسة يسكت "شهريار وشهرزاد" عن الكلام...

السؤال الخامس... وهذا يجرنا للكلام عن كلفة التنقل للمغرب؟ و في هذا الصدد نثمن عاليا أوامر صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أصدر تعليماته إلى السلطات المعنية، وكافة المتدخلين في مجال النقل الجوي و البحري أو الإقامة ، للعمل على تسهيل عودة الجالية إلى المغرب واتخاذ التدابير اللازمة قصد استقبال أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج في أحسن الظروف و بأثمنة مناسبة في متناول الجميع.

‏ ‏السؤال السادس... بالنسبة للقادمين على متن البواخر كيف سيتم تدبير تحاليلهم وهم يقدرون بالآلاف؟ هذا مجهود كبير ستقوم به الدولة المغربية من أجل مواطنيها...

و في الأخير، تبين كال هذه التساؤلات أن الأزمة عالمية و لا يمكن أن يخرج منها بلد دون الأخر... فلربما نفكر و نقترح محليا.... و لكننا يجب أن نترافع دوليا عن جميع المتخلى عنهم خلال أزمة الكوفيد.... وهذا ما أكدت عليه من خلال تدخلي البارحة على قناة الجزيرة إنجليزية.... فالعالم قرية صغيرة هذه الأيام... و سعداتك أفاعل الخير....

حفظنا الله جميعا...

* مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بجامعة محمد الخامس بالرباط