سياسة واقتصاد

المغربي نوفل البعمري والجزائري وليد كبير: "شكرا جلالة الملك... لقد انتصرتم للمستقبل"

كفى بريس: (متابعة)

أصدر كل من المحامي والباحث والناشط الحقوقي المغربي نوفل البعمري، والناشط والإعلامي الجزائري وليد كبير، رسالة شكر مشتركة موجهة إلى الملك محمد السادس، تفاعلا مع مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش.

وفي ما يلي نص رسالة الشكر المشتركة بين نوفل البعمري ووليد كبير:

" شكرا جلالة الملك...لقد انتصرتم للمتسقبل!

جاء الخطاب الملكي المخلد للذكرى الثانية والعشرين لتربع جلالة الملك على كرسي العرش مكرسا لتلك  الديناميات الإصلاحية الكبرى التي أُطلقت فيما سبق  والتي يراد منها تحقيق بناء متكامل وبنظرة جماعية تهدف لتجاوز تعقيدات الماضي التي ورثها الشعب الجزائري والمغربي الشقيقين، وورثها حكام البلدين المسؤولون سياسيا وأخلاقيا، على استمرار هذا الوضع أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام مواطني البلدين

وقد أكد جلالته أن الوقت قد حان لقطع الحبل الذي يشدنا للماضي و لصراعاته و نزاعاته، والتطلع بدل ذلك للمستقبل حيث التعايش، حسن الجوار وحيث الحدود مفتوحة بين البلدين، وحيث وحدة المصير اقتصاديا، اجتماعيا و تنمويا.

جميعنا يعلم أن بناء المغرب الكبير لا يمكن أن يتحقق بدون وجود مصالحة شاملة بين الجزائر والمغرب، مصالحة يكون منطلقها حوار مفتوح، بدون شروط، ولا خلفيات، وبفكر متحرر من قيود الماضي، مصالحة تكون مستجيبة لتطلعات الشعبين في التكامل، وعودة حرية التنقل والحركة بين البلدين، هذا البناء لا يمكن له أن يتحقق بدون إلتقاط الإشارات الإيجابية التي حملها خطاب العرش، وهي إشارات كانت واضحة ولم تكن وليدة اليوم بل منذ سنة 2008 والعاهل المغربي يمد يده نحو الجارة، بُعيد سنة من إطلاق مبادرة الحكم الذاتي التي أصبحت حلا سياسيا مقبولا، ولا محيد عن دعمه لأنه الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

محمد السادس، وهو يكرر دعوته الصادقة نحو المصالحة المغربية-الجزائرية التي ستشكل مدخلا لمصالحة شاملة ستشهدها المنطقة، تُتَوج بإطلاق مبادرات اقتصادية كبرى متكاملة، وتحقق النهضة المرجوة لشعوب المنطقة التي تؤمن بوحدة المصير المشترك، في ظل تزايد حجم المخاطر التي تهدد دول الجنوب سواء في مواجهة التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد، أو مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات والإتجار في البشر أو تلك  المشاريع والمخططات التي يُراد عبرها إعادة الاستعمار للمنطقة من بوابات مختلفة، هذه المشاريع و هذه التحديات لا سبيل لمواجهتها والتصدي لها إلا بقبول دعوة جلالة الملك المتجددة للحوار، وإن تجديد هذه الدعوة من طرف محمد السادس بهذا الشكل الصادق، يجعل منها دعوة ذات طابع استراتيجي بالنسبة للمغرب ملكا وشعبا وللشعب الجزائري، و هذه دعوة لا تهدف لإحراج أي أحد أو المزايدة عليه، بل تعكس روح و صدق عاهل المغرب في تجاوز التاريخ، ووضعه على الرف وفي اطاره الصحيح والمضي قدما والانتصار للمستقبل ولكل نداءاته التي وجهتها نخب البلدين من مثقفين، سياسيين، إعلاميين...

رسالتنا  موجهة للحكام في الجزائر، ها هو الملك محمد السادس يجدد الدعوة للحوار، فلتتجاوبوا معه ولتقوموا بخطوة شجاعة نحو المستقبل ولصالح الشعبين الشقيقين والبلدين التوأمان."