رأي

عبد الغني القاسمي: وجهة نظر في دعوة أوبرادور اسبانيا الى الاعتذار

تابعت مؤخرا ما صدر عن الرئيس المكسيكي لوبيث أوبرادور من تصريحات أثارت حفيظة مختلف المكونات السياسية الاسبانية بخصوص ما طالب به من وجوب اعتذار اسبانيا لشعبه عن المجازر التي اقترفها الجنود الاسبان في حق المدنيين المكسيكيين عندما كانت الجارة الايبيرية تحتل المكسيك حتى أواخر القرن التاسع عشر ، و تأتي هذه المطالبة في ظرف يواصل فيه الرئيس ترامب   اجراءاته بشأن استكمال بناء الجدار الفاصل بين بلاده و المكسيك التي يبدو أن رئيسها عاجز عن صد تلك الاجراءات التي من جرائها وضع حد لهجرة اللآلاف من المواطنين المكسيكيين يوميا للولايات المتحدة حيث تتعدد فرص العمل و تتوفر امكانيات العيش الأفضل  .
 و على الصعيد الداخلي كان موقف المعارضة واضحا و من ذلك رد فعل الرئيس السابق فيسينتي فوكس الذي أعرب عن تحفظه ازاء اختلاق نزاع متجاوز تاريخيا مع اسبانيا و اعتبره متقادما و لا يمكن أن يحافظ على جسور الثقة المتبادلة بين البلدين ، كما ألح فوكس على تدارك الموقف مذكرا بأن ما حدث في منطقة الريف المغربية خلال حرب العشرينات من طرف الجيش الاسباني كان أفظع وهو يستعمل الأسلحة الكيماوية السامة في مواجهة المجاهدين الذين قادهم الزعيم عبد الكريم الخطابي و كانوا لا يتوفرون سوى على بنادق تقليدية محدودة المفعول ، و لازالت المضاعفات  الصحية التي خلفتها تلك الأسلحة المحرمة دوليا جاثمة على سكان المنطقة حتى اليوم ،  و مع ذلك لم يطلب المغرب الاعتذار من اسبانيا .
 أما رد فعل أحد المدونين الاسبان فكان طريفا ، اذ كتب : لولا اكتشاف الاسبان لأمريكا برمتها لما وجدت دولة باسم المكسيك ، و اذا كان هذا الرئيس شجاعا الى هذه الدرجة فليجرب شجاعته في مواجهة ترامب ، و في نظري أن المطلوب من الرئيس أيضا هو الكف عن اللعب على الحبلين و تحديد موقف واضح و صريح من النزاع المفتعل من طرف نظام بوتفليقة حول الوحدة الترابية للجار المغربي ، فلا محاسبة اسبانيا و لا مهادنة خصوم المغرب و التعاطف معهم يمكنهما حجب الشمس بالغربال .