قضايا

مضيان: التحالف الحكومي يركز على صراع المقاعد والمناصب بدل البرنامج الحكومي الذي أصبح متجاوزا ( حوار)

المصطفى كنيت

حيى نور الدين مضيان، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب قرر حزب التقدم والاشتراكية مغادرة الحكومة، لكنه في نفس الوقت عبر عن  أسف حزب الاستقلال تركيز مكونات التحالف الحكومي على صراع المقاعد والمناصب بدل نقاش تعديل البرنامج الحكومي الذي أضحى متجاوزا.

 

ما هي انعكاسات انسحاب التقدم و الاشتراكية على الحكومة؟

 

للاسف هذه الحكومة التي ولدت ولادة قيصرية، خرجت مشوهة سواء على مستوى الأيديولوجي أو البرنامجي أو السياسي، وهو ما جعل منها حكومة الأربعين وزيرا و صفر إنجاز، باعتراف مكوناتها أولا، وباعتبار هذه الحكومة الأقل شعبية بين كل الحكومات المتعاقبة منذ التناوب التوافقي على الأقل.

وهو ما جعلنا في المعارضة نعمل مع حكومة أقرب إلى حكومة تصريف الأعمال بدل أن تكون حكومة سياسية حاملة لبرنامج قادر على أن يجيب على تطلعات فئات واسعة من الشعب المغربي وهي المطالب التي كانت محور التوجيهات الملكية في عدد من الخطب السامية.

لذلك وإن كنا نحيي خطوة حزب التقدم والاشتراكية، فإننا في حزب الاستقلال نعتبر أن  تركيز مكونات التحالف الحكومي على صراع المقاعد والمناصب بدل نقاش تعديل البرنامج الحكومي الذي أضحى متجاوزا، أفقد هذا الحدث السياسي الهام قيمته وأثره على الفئات المتضررة من الشعب، وبالتالي فاستمرارهذه الحكومة سيزيد من هدر الزمن السياسي والتنموي للبلاد لا غير وكان حري بها أن تقدم استقالة جماعية.

 

هل يمكن التنسيق معه في اطار المعارضة؟ 

في الحقيقة هذه الحكومة تعارض نفسها من الوهلة الاولى، ونحن كمعارضة أمام منافس ضعيف، ونحمل مشروعا بديلا قويا وذو مصداقية ومشروعية شعبية.

صحيح أن حزب التقدم والاشتراكية كان جزء من هذا التحالف الهجين الذي اضاع سنوات من التنمية على المغاربة، وراكم فشلا ذريعا على كل المستويات بإجماع شعبي غير مسبوق، لكنه اليوم قام "بنقطة نظام" سياسية مهمة، ونحن في حزب الاستقلال نرحب به في المعارضة الوطنية التي خاضها حزبنا وحيدا لسنوات، ونعتبرها بداية لإعادة إحياء الكتلة الوطنية الديموقراطية التي ساهمت إلى جانب المغفور له الحسن الثاني في تأمين الانتقال الديموقراطي والحقوقي لبلادنا، وقدمت للشعب المغربي نخبا سياسية مشهود لها ب"المعقول" وبالوطنية الصادقة والكفاءة العالية ونظافة الذمة والانتصار الدائم للوطن ومصالحه بدل صراع الكراسي والمصالح، الذي وسع من قاعدة السخط الشعبي وهز الثقة في الممارسة السياسية النبيلة، التي ضحت من أجلها الحركة الوطنية غاليا. 

 

يعيش حزب الاستقلال مرحلة فتور منذ تولي نزار بركة امانته العامة بما تفسرون هذا الفتور 

هل هل ترقب ام  فترة فراغ يبحث خلالها الحزب عن إيقاع يجعله قادرا على خوض انتخابات 2021 بكل ثقة؟

حزب الاستقلال بألف خير بل إن فئات عريضة من الشعب المغربي ترى أنه البديل الحقيقي لهذه الحكومة والقادر بنخبه الوطنية الكبيرة على تقديم أجوبة قوية على ملفات فشلت هذه الحكومة في مقاربتها، ونعلم يقينا أن ما ينتظرنا غذا، كبير جدا بالنظر إلى تعاظم حجم الانتظارات الشعبية وحجم الملفات العالقة المتراكمة. 

إن الأصل في الممارسة الحزبية والسياسية السليمة هو التأطير المتواصل للمواطنين والقرب الدائم من تطلعاتهم وهمومهم، وهو ما نقوم به يوميا بهدوء وقوة، وهو ما تعكسه حجم ونوعية التجمعات الحزبية التي يقوم بها حزب الاستقلال عبر ربوع الوطن، والتي تتميز بالنقاش العميق والإنصات الجيد، بعيدا عن منطق التجييش واستعمال المال وأشياء أخرى تضر سمعة الفاعل السياسي، وهو ما جعل حزبنا محجا لاستقطاب خيرة النخب الوطنية، ومحط ثقة شعبية متزايدة. فالغوغائية والتنابز  والسب والتشهير وكيل التهم الذي تقوم به أطراف سياسية فيما بينها هو النشاز وما نقوم به هو الأصل ولن ننجر لهذه الممارسات التي يرفضها الشعب المغربي الذي ينتظر من السياسيين مناقشة همومهم وإيجاد حلول عاجلة لها، لذلك سنستمر في خوض معارضة وطنية مسؤولة أساسها النقد البناء وتقديم البدائل، والجرأة في تنبيه الحكومة، وهو ما جعل فريقنا البرلماني يتصدر مقترحات القوانين المقدمة، ويتصدر حجم التعديلات، ويتصدر آليات المراقبة البرلمانية سواء الأسئلة الشفوية أو الكتابية أو المهام الاستطلاعية أو طلبات استدعاء الوزراء للجان البرلمانية. 

والخلاصة أننا في حزب الاستقلال   نعد العدة مسلحين بوحدة صف الحزب وقوة وضخامة اطره، وانفتاحه الدائم على مختلف الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات..وفي نفس الوقت نرفض خوض معارضة شعبوية لأننا ننتصر دائما لصوت العقل والحكمة ومصلحة الوطن.