على باب الله

أريد أن أبقى وزيرا وزيرا وزيرا أجر حقيبتي وراء سي العثماني

المصطفى كنيت

 يريد أنس الدكالي أن يظل وزيرا، لقد أنَسَ المقعد، و يصر على أن يقبض عليه، وقال لحزبه سأترك لكم المكتب السياسي، وأطوي صفحة مغادرتكم للحكومة، بقرار سيحرمني من حمل الحقيبة الوحيدة خلف سعد الدين العثماني.

لقد دعا أصدقاءه من الجرائد، الذين تربطهم بالوزارة عقودا تُؤدى من المال العام، إلى لقاء سماه صحفي، أملى فيه رغباته، و تكلم عن معاناته مع رفاق شقوا له الطريق ليصبح وزيرا، ليواصل النضال ضدهم، بعد أن يجمع ثلة الغاضبين، و يعقد مؤتمرا استثنائيا يطردهم فيه جميعا، ويتربع على قمة هرم الديوان السياسي.

 يجمع الدكالي بين الرغبتين: الاستمرار في الوزارة، وعقد مؤتمر استثنائي لحزب قرر مغادرة الحكومة.

الأكيد أن السي أنس الدكالي، الذي لا يهمه إضراب أطباء القطاع العام، ولا حالة المستشفيات، تهمه فقط الوزارة والأمانة العامة لحزب الكتاب، لقد ركب الرجل رأسه، إنها حالة عصبية تستعصي حتى على أعتى البروفسورات والدكاترة، وحدهم أصدقاء الدكالي، يجتهدون في وصف الحالة النفسية لوزير، قاطع اجتماعات المكتب السياسي منذ مدة، و يشتكي في نفس الوقت التهميش.

لقد غرّته الأماني والميكروفونات، وطفق يوزع التصريحات.

كان بحاجة إلى البكاء، لكن لم يسعفه الدمع، أسعفه الكلام الكبير الذي نطق به، و وجد طريقه بسرعة إلى "اليوتوب"، يحمل توقيع مواقعهم، حتى خلنا أن الراحل علي يعتة قام من قبره ليعيد الرفاق إلى الطريق المستقيم، الذي زاغوا عنه بعد أن قرروا مغادرة الحكومة، طوعا، هو الذي لم يكن يطمح إلى الوزارة قط، و ما ينبغي له.

لكن السي الدكالي، قرر أن يحمل المشرط ( كطبيب جراح) ليستأصل ما تبقى من ديمقراطية داخلية، لأنها أوقفته في منتصف الطريق، و ليكمل ما تبقى من ولاية حكومية، وهو يحمل "الكتاب" بين يديه.