قضايا

الريسوني يجرح المغربيات... "خاسرات لن يجدن إلى الجنس سبيلا"

عبد العزيز المنيعي

"الفقيه" الريسوني، هكذا دون سابق إنذار، غادر منصة الصمت التي لجأ إليها طيلة المرحلة السابقة، واعتلى منصته الرقمية، وخرج بمقال يهاجم فيه النساء المغربيات.
ربما السيد الفقيه لم يستوعب الدرس بعد، ولم يفقهه جيدا، فهو خبير في تحليل الحلال و الحرام، وشرح ضوابط الحريات الفردية وتفصيلها على مقاسات معينة دون سواها. لكنه لا يفقه في علم الدروس الحياتية التي تلقنها الدنيا لكل غافل عنها وعن تفاصيلها.
هذا الاحد كان لا احد، فصار الكل في فلك رد الهجوم يدور، نساء أغضبهن هجوم الريسوني على المغربيات "الخاسرات"، ومعايرتهن بما لا يليق من حرمان جنسي وما إلى ذلك.
والحق يقال أن الرجل قد يكون خبيرا في مسالة الحرمان الجنسي، وخبير في النساء اللواتي شبعن جنسا بمناسبة أو بدونها، .
مختصر هجوم الريسوني، على النساء المغربيات، في مقاله الذي نشره على موقعه الرسمي، هي تلك الفقرة "الأثيرة" التي كان فيها لسانه جارحا، حين قال "ولقد رأينا مؤخرا بعض النسوة الخاسرات يرفعن لافتات تُصرح بأنهن يمارسن الجنس الحرام ويرتكبن الإجهاض الحرام. هكذا لقنوهن.. مع أن الظاهر من سوء حالهن أنهن لن يجدن إلى الجنس سبيلا، لا حلاله ولا حرامه".
مصطلح مثل "الخاسرات"، وأضف إليه "معيورة"، "سوء حالهن"، التي أتبعها ب "أنهن لن يجدن إلى الجنس سبيلا"، ثم خاتمة القول ب "لا حلاله ولا حرامه"، كلها إيحاءات حملتها خبرة الفقيه الريسوني من "مطمورة" الموروث الشفوي المغربي، "المنقي" جدا، وهو بذلك لم يعتلي منصة رقمية فقط، بل اعتلى منصة "شعبوية"، ونهل من معين "الحمامات" حتى إرتوى "عطشه".
الحقيقة المجسدة من خلال خرجة الريسوني، أن أمثاله لا يمكن ردعهم بالتضامن معهم، والكلام هنا لمن طبل وهلل في الفترة السابقة، فالفقيه بقي متفرجا، يترقب إلى أن حان وقت الانقضاض على الكل ونزل بسياط لسانه الجارح على النساء.
ولنا في موسى خير دليل، دافع عن إبن عشيرته ضد عدو في عراك، فوكزه فقتله، وبعد ذلك إستصرخه الذي  إستنجد به سابقا، وقال له أتريد قتلي مثلما قتلت نفسا بالامس..
وإنتهى الكلام..