على باب الله

لي تيقطع لعسل تيلحس اصباعو

المصطفى كنيت

تطارد " عمداء" المدن، المنحدرين من سلالة حزب العدالة و التنمية الكثير  من الفضائح، رغم أن لا أحد يشكك في نزاهتهم، غير أنه على رأي المثل: " لي تيقطع لعسل تيلحس اصباعو".

و لأن القاعدة القانونية تقول: " المتهم برئ حتى تثبت إدانته"، فإنهم أبرياء من دون حاجة إلى بلاغات تنزههم عن الخطأ.

الحقيقة الوحيدة التي لا يستطيع إنكارها أحد أنهم فشلوا في تدبير الشأن المحلي، فسقطت وعودهم في قعر الفضائح.

لا يتعلق الأمر بخلل في التدبير بل تعداه الى جنح و جنايات معروضة على محاكم جرائم الأموال.

ولا يتعلق أيضا بملايين بل بالملايير، فللمال وقع في النفوس، و الله سبحانه يحذر في محكم كتابه:" الْمَالُ وَالْبَنُون زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا."، و" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..." صدق الله العظيم.

منهم من أحب الشهوات من النساء، كعمر بنحماد ، الذي ساعدته فاطمة النجار على القذف، و قواعد العشق الأربعين التي خطها الوزير يتيم، و صور ماء العينين، التي كشفت لها الوجه الآخر لإخوانها وأخواتها في الحزب، كما سجلت ذلك في تدوينة طويلة...

لكن منهم من يحب المال، الذي يسميه المغاربة بـ " وسخ الدنيا".

ولا عجب أن تتسخ أيادي الكثير منهم بهذا الوسخ، بل حتى وجوههم بدأ يعلوها السواد، من قبل أن يصل يوم القيامة الذي تبيض فيه وجوه وتسود فيه وجوه.

لقد انتهت "سبعة أيام تاع الباكور"، وبدا يتعرى الوجه القبيح لحزب "يبيع" الوعود للناس، باسم الدين.

و ها هي سحب الفساد تغطي سماء مراكش، وقبلها تطوان، و قد يحتاج الحزب إلى راقي شرعي ليصرع جن الفساد الذي ينخر جسده العليل، مع كل ما يتطلبه ذلك من بخور، لكن على رأي المثل:" لي ما مولف ببخور تيتحرقوا جلايلو"، وعلى  الذين يصرون على الثقة فيهم أن يتحملوا مشاهدة المزيد من الاحتراق.