تحليل

الشيخ بن حمزة يتطاوس في مقام الحوار

محمد العمري ( كاتب و باحث في البلاغة و تحليل الخطاب)

 

كان من بين المشاركين في الحوار حول إصلاح نقائص مدونة الأسرة الشيخ مصطفي بن حمزة. استضافه الصحفي حميد المهداوي عن بعد.

واستمرارا لذلك البعد ظل الرجلان، طوال زمن الحوار، بعيدين متنافرين حتى ودعه الصحفي بقول ابي نواس:

قُلْ لمن يدعي في العلم فلسفة:

علمِت شيئا وغابت عنك اشياء.

كان هذا البيت أخر ما ختم به اللقاء.

كان هذا "الخروج" الملغوم تنفيسا عن تراكم من الضغط، كان أشبه ب"زَدْحِ" الباب فرارا من إزعاج لا طائل منه...

لم يكن الشيخ يجيب عن الأسئلة بوضوح وحسْم، بخلاف ما يفعل عادة حين يخلو بجمهوره الخاص، بل كان يسعى طوال الوقت إلى إثبات الحق في احتكار الحديث في الموضوع. 

حتى الجمل التي كانت تقوده نحو إصدار حكم كان يبترها قبل نهايتها، يسحب منها لفظا ويتركها معلقة.

أكثر حديثه استطراد وشرود خارج الموضوع.

هذا النوع من التطاوس المتعالم الذي يمارسه الشيخ بن حمزة لا يجد ما يدعمه، أو يبرره من منجزه العلمي، لا في الفقه واصوله،  ولا في البلاغة وتحليل الخطاب، وما يحف بهما من علوم اللغة والمنطق.

الرجل بدون نسق أو نظرية، مجرد ملتقط مُجْتَر. ولذلك لا ادري كيف يُقحم نفسه في قضايا الاجتهاد، وما سر حرص الدولة على الاستماع إلى امثاله من أشباه الفقهاء الذين ظلوا طوال التاريخ حجر عثرة، يتدحرجون وراء الاحداث، وينامون في طريق تقدم الدول والمجتمعات حتى قادوا أوطانهم إلى التخلف والاستعمار.

فهو منغمس في فقه ملك اليمين والحمل المستكن، ينطلق من تصور متجاوَز للمرأة وللعصر. لديه عُسْر كبير في فهم معنى المواطنة، لا يتوقف عن تنقيص الآخرين والتعالي عليهم بعلم لا أثر له في ساحة البحث والإبداع وطنيا وعربيا وإسلاميا.

لقد سبق لي أن رددت على الكثير من تهافته، وجراءته على المخالفين بما لا يتسع له المقام في هذا التعليق.

أما بعد،

من استمع إلى تطاوساته لن يجد في هذا الكلام مبالغة أو تجاوزا، بل سيتعبره دواء على قدر الداء.