فن وإعلام

يهود المغرب وجودهم قديم قدم اليهودية..

كفى بريس: مواقع

يعد اليهود عنصراً رئيسيا في تاريخ وحضارة وثقافة المغرب، وجودهم قديم قدم اليهودية، وهم ليسوا مجرد طائفة بل لهم في هذا الوطن تاريخ عريق عاشوا فيه وعايشوا ملوك وحضارات وديانات متعددة، وساهموا في بناء بلد التعدد والتنوع بامتياز.

وأوضحت الدراسات التاريخية أن الطائفة اليهودية بالمغرب تنقسم إلى مجموعتين “التوشفيم” و “الميكورشيم”، فأما المجموعة الأولى فيعود تاريخ قدومها إلى المغرب إلى “الفينيقيين”، والمجموعة الثانية تتكوّن من المهجّرين، الذين وصلوا إلى بلاد المغرب مع تهجير اليهود من الأندلس سنة 1492م. وقد تعايشت الجماعتين على أرض المغرب على الرغم من الاختلافات الحضارية، الثقافية، واللغوية وحتى الدينية التي فرقت بينها.

ارتبط اسم اليهود المغاربة بالملاح، إذ لا يمكن ذكر اليهود من دون أن يذكر الحي السكني الذي عاشوا فيه، حتى أن الملاح عني بالبحث والدراسة في معظم الدراسات التاريخية والأنثروبولوجية التي خصت هذه الطائفة.

وذكر الكاتب والسياسي اليهودي “شمعون ليفي” أن تشييد أول ملاح في المغرب يعود إلى الرابع عشر بفاس، كما عرفه بكونه حيّ يهودي مغلق، محاط بأسوار، وخاضع لجهاز إداري داخلي، يرعاه ممثل السلطة، شيخ اليهود “نكيد”.

وتعود تسمية الملاح إلى عهد المرنيين في ثلاثينيات القرن الخامس عشر الميلادي حيث كان عند مدخل مدينة فاس موقع تجمع فيه مادة الملح قبل توزيعها فكان، الموقع أول تجمع خاص باليهود ومنذ ذلك الحين تم تعميم مصطلح الملاح ليتم تداوله بين الأوساط المسلمة واليهودية.

والملاح ليس مجرد حي سكني يقطن فيه اليهود، بل هو فضاء أسس فيه اليهود المغاربة قوانين وتشريعات اجتماعية لتنظيم حياتهم.