قضايا

بقرة درعة وحليب سمية

عبدالعزيز المنيعي

قيادة سيارة لا تشبه قيادة جهة بكاملها، لأن الرخصة المطلوبة هنا ليست رخصة السياقة، بل رخصة الأخلاق.

أسباب نزول هذا الكلام، هو ما تعيشه عدد من جهاتنا البئيسة من "لهطة" غير مسبوقة، وتسابق محموم على حلب البقرة الحلوب...

تحلب قنطار

لكن مسلوب من أهل الدار...

يكفي أن نستحضر هنا ما تدوالته مواقع التواصل الاجتماعي تمتيع حبيب الشوباني لزوجته بسفريات محترمة على حساب ميزانية جهة درعة - تافيلالت التي تعاني ما تعانيه من خصاص وفقر وبؤس يكفيها شفيعا أمام أي طماع أثيم.

وحتى لا نكون في حالة تجني على الرجل، علينا  أولا أن نسأل هل الخبر صحيح؟

 وإذا كان صحيحا فصيحا فكم من المال أنفقه الحبيب على سمية، وإذا علمنا حجم المبالغ فعلينا أن نعلم هل استمتعت السيدة حرم رئيس الجهة بسفرياتها ونالت نصيبها من الرفاهية المستحقة بعد مغامرة "الكوبل" الحكومي.

كل هذه المعطيات أساسية، ويجب تجميعها من أجل الوقوف على حقيقة واحدة، هي أن الحب ينتصر على كل الصعاب، حتى وإن كُنت رئيس جهة فقيرة،  فالحب كفيل بإيجاد المخارج والمزالق التي يمر منها خيط البذخ إلى كسوة الأبهة... حتى إن كنت مسؤولا متبوعا بالقيل و القال فالحب وحده يجعلك غير مرئي، وتمارس شعائر التعبد في محراب إلهة الحب و الجمال دون اكتراث بعيون الآخرين.

لا أحد يراك وحتى إن شاهدك أي شخص فاللوم على القلب الذي نبض وعلى الصناديق التي أتت بك إلى رأس جهة تئن.

السيد الشوباني هو حبيب من لا حبيب له، هو العاشق الذي يواصل مسيرة تحرير المشاعر الحكومية من الرقابة، هو البطل الذي تحدى الجميع وأعلن حبه وتزوج بمن أحب...

 تحدى الجميع وحصل على "ثقة" الناخبين، تحدى الجميع وأبقى على احترام حزبه له بل أضاء المصباح في ليلة عرسه وأهداه جهة بكاملها دون حسيب أو رقيب.

بالنسبة لنا لحبيب الشوباني والسيدة حرمه المصون سمية، هما قيس وليلى  الزمن الحاضر، هما روميو جولييت الحداثة، مسلسلهما أجمل و أبلغ من مسلسل "سامحيني"...

الإثارة في كل تجلياتها وحروب الأركان المنزوية في ميزانية الجهة تستعر، والعاشق المتيم يواصل غزواته ضد كل من عاداه ورفض الامتثال لأمره بالصرف.

هنا نعلم أن القلب أقوى من الظروف و الحب أحد من السيف...

لنتعلم الدروس من السيد الشوباني وزوجته، ولنضرب الصالح العام "بركلة" ونمضي في غزواتنا  لإشباع "لهطتنا" إلى أبعد حدود حتى ولو على حساب ميزانية هدّها الإملاق..