قضايا

قيادي مصباحي يبحث عن الضوء... البوقرعي ينتقد وينتقد وينتقد

عبد العزيز المنيعي

من عجائب الزمن السياسي العبثي، أن يعتلي قيادي في حزب رئيس الحكومة، منبرا ويقول كلاما لا علاقة بالمنطق والواقع، ويغرد خارج سرب الحقيقة.
البوقرعي الذي أثار "العجاج" في الحاجب بعد إبعاده الجماعي لعدد من المنتمين لحزب العدالة و التنمية، وقف في مدينة فاس، امام أعضاء حزبه، وشرع يشرح ويفسر وينتقد ما طاب له ذلك، معلقا على الحكم الإستئنافي الصادر في حق المتهم المدان بالإتجار بالبشر توفيق بوعشرين.
البوقرعي قال، "نحن لسنا امام سلطة مستقلة وليست هناك سلط مستقلة، والسلطة القضائية بيدها كل شيء وبيدها مصير الناس وفصل السلط كلام معسول". وهو إتهام مباشر للقضاء بعدم الإستقلالية، والحقيقة أن القضاء موالي لجهة معينة وهي جهة الحق و القانون، وإن كان هو يوالي بضعة أفكار لا علاقة لها بواقع الحال فعليه أن يبحث عن ثقب إبرة أخر ليعبر منه جمله.
 القضاء قال كلمته في قضية أنهكت الجميع معنويا، اما الضحايا فقد أنهكهم الواقع المرير، ومنهن من اختارت محاولة إنهاء الحياة بسبب ما تعرضت له من إستغلال جنسي بشع، وبسبب ما تلى ذلك من حصار المجتمع الذي لا يرحم. القضاء انتصر للمظلوم..
وزاد القيادي المصباحي، الذي نسي قنديل حزبه، وصار يبحث عن أضواء اخرى، "يجب ان تعلن المواقف دون خوف او مصير نصير اليه حبا في بلدنا، الى كانو غايديونا حيث علق على احكام القضاء يديونا". هذه الجمل هي عبارة عن مزايدة، وطلب تنصيب كبطل من ورق يريد أن يخرج من قمقم الانتقاد المجاني، إلى رحابة مجد البطولة الوهمية، إنه يبحث عن مستقبله السياسي من خلال دق النواقيس في ليل بهيم.
طبعا لإكمال لحظته الخاصة، في البحث عن مجد وهمي ومفقود، وجه سهام انتقاده لرئيس النيابة العامة، على هامش تأجيل تقديم تقرير النيابة العامة أمام البرلمان. طبعا لكي يصبح وزنك ثقيلا عليه أن تتطاول على من هو أكثر منك وزنا، وذلك ميراث الباحثين عن الصخب اكثر من الحقيقة..
وختم البوقرعي خطبته العصماء، بزغرودة مدوية، حين مر فرحا على قضية هاجر الريسوني، وقال أن هناك ابتهاج كبير ليلة الإفراج عنها..