مجتمع وحوداث

أيوب يغادر السجن... للوطن قلب وللقانون ميزان العطف

كفى بريس

بلغة العاطفة كانت لحظة مغادرة التلميذ أيوب محفوظ، لأسوار السجن بمدينة مكناس، لحظة مؤثرة حين استقبله اهله وأصدقاؤه بالعناق وقبلات الفرح... تلك لحظة إنسانية محفوفة بالوجل العاطفي... لكن قبل منها كانت لحظة اخرى مغايرة وفارقة في زمن المهاترات التي أدمن عليها تجار المواقف الجاهزة والراكبين على ظهور الأبرياء من اجل تحقيق المكاسب تلو الاخرى.

وبلغة المنطق والرأفة القانونية، كانت لحظة نطق محكمة الاستئناف بالعاصمة الإسماعيلية، بقرار تمتيع التلميذ أيوب بالسراح المؤقت ومتابعته خارج أسوار السجن، لحظة الحقيقة التي تتمثل في إحقاق حق الوطن وضرب أيدي المطبلين على دفوف نعي حقوق الإنسان.

التلميذ المتابع بتهمة "القذف وإهانة مؤسسات ورموز الدولة"، بعد إقدامه على نشر ما يسيء للوطن ورموزه، وأدين بالسجن النافذ 3 سنوات وغرامة مالية قدرها 5000 درهم. جعلته أبواق الدعاية السوداء صورة جديدة للتشهير بالمغرب.

لذلك فلا يمكن القول إلا أن قرار المحكمة اليوم، كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير الذي يركبه أعداء الامن والأمان والاستقرار في المغرب.

وكان دليلا صادحا على أن القانون يحمي الوطن ويقوّم مسار المواطن، فقرار المحكمة لبى طلبا بتمتيع أيوب بالسراح المؤقت حتى يتسنى له متابعة دراسته، لم تتردد المحكمة في إعادة التلميذ أيوب إلى الفصل الدرراسي، لأن القانون يبني المواطن السليم قلبا وقالبا ولا يهدم ما تبقى من بذرة خير فيه.

ما زاد اللحظات الفارقة في زمن تجار حقوق الإنسان، هو تصريح عم التلميذ أيوب الذي أدلى به للصحافة حين عبر عن شكره العميق للملك محمد السادس، كما شكر القضاة.

الحقيقة مرة مرارة العلقم في حلق الصارخين ناهبي الاطمئنان من جفون العباد في بلاد تصان فيها الآمال..