قضايا

إصلاح المدونة

عمر إيسرا ( صحفي)

من المنطقي أن يكون هناك تدرج في إصلاح القوانين بنفس وتيرة تغيير العقليات، لكن أن تنقسم النخب بين استغلال """المحافظين""" للمقدس المشترك بمنطق انتخابي/ نفاقي، و يخضع الحداثيون لفيضان عاطفة الجماهير، خوفا على المواقع... فهذا يساهم في فرملة التغيير ويجعل النخب في مؤخرة عجلة التاريخ لا في طليعتها! تُؤَطَّر عوض أن تُؤَطِّر!

عجلة التاريخ تتدحرج نحو الأمام، و من فضَّل النكوص سيتجاوزه التاريخ... على النخب أن تختار بين المساهمة في دفع العجلة إلى الأمام و الانخراط في نقاش عمومي صريح يواكب إصلاحات حقيقية تتمحور حول ترسيخ قيم التعايش و التنوع و الانفتاح بعد تحصين هويتنا الجماعية، من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية، أو التخلف عن الركب والالتحاق بمن يحن إلى عصر الكهوف، أو ربما عصور الغاب.

التغيير يجب أن يكون تدريجيا في اتجاه المساواة بين الجنسين، و أن يوازن بين خصوصياتنا الحضارية و التزاماتنا تجاه العالم وتجاه العصر، أن نبدع صيغ تطور حداثي من داخل "تمغربيت" التي نعتبرها حصنا حصينا لنا وسط عالم مهتز قيميا، عالم رأسمالي ينبهنا إلى ضرورة حماية كنز، بوصلة منيرة: استلهام روح حضارتنا التي صقلناها عبر تاريخ طويل يتجاوز 10 آلاف عام... تمغربيت حسب تأصيلنا منذ 2019 تدعونا إلى التشبث بتاريخنا و قيم أجدادنا دون أن ننفصل عن عصرنا و عن سيرورة التطور التي يعرفها العالم... أن نعود إلى حضن وطننا وثقافتنا بعد ارتداء بعضنا في أحضان إيديولوجيات شرقية و غربية كادت تقتلعنا من جذورنا التليدة.

 تمغربيت التي نسعى إلى تلمس نهجها لا تدعونا للعودة إلى عصور أمجادنا في الماضي، بل تحثنا على استلهام هذه الأمجاد، لنجعلها بوصلة لنا وسط العتمة، نتسلح بكل ما هو مفيد في ماضينا للذهاب إلى المستقبل بأمان و ثبات. و هي في نفس الوقت تنبهنا إلى أن التجرد من روح حضارتنا و قيم أجدادنا بمبرر الانخراط في عصرنا، ستجعلنا لقمة صائغة بين أنياب ماكينة مادية لا ترحم.

 التغيير لن يتأتى سوى بالتربية و التعليم و التوعية، لتكوين جيل جديد متشبث بوطنه و ثوابته، يغلب مصالحه العليا، يعتز بهويته الجماعية الموحدة من داخل التنوع، بقيم الانفتاح على كل الحضارات و الثقافات، على كل الأفكار و المشاريع النبيلة التي تخدم تطور الإنسان و الإنسانية. بقيم التضامن و الجدية و النزاهة و الأمانة و المساواة.

تمغربيت... ⵜⴰⵎⵓⵔⵜ ⴷ ⵜⴰⵎⵣⵡⴰⵔⵓⵜ