قضايا

ماذا أصاب المتنطعين الدينيين؟

محمد العمري ( كاتب و باحث في البلاغة و تحليل الخطاب)

تنبيه: 

اللغة المستعملة في هذه التدوينة تحذو حذوَ لغة البيانات التي تُعلق عليها. ليس فيها اي تجاوز.

ماذا أصاب المتنطعين الدينيين؟!

(المتنطع، في هذا السياق، هو الذي تشغله النافلة عن الفريضة. يسهر الليل متنفلا وينام - مثل ماعز السيد سوكان - قبيل الفجر، فيضيع الفريضة، أي يأكله الذئب).

ماذا اصاب المتنطعين؟

 يقولون كلاما يجافي الذوق والعقل والمنطق. ويراهنون بسلامة الوطن من أجل مكاسب طائفية وهمية.

يتركون موضوع النقاش، وهو جزئيات ترقيعية تَوافقَ على معالجتها جمهور الفاعلين السياسيين، والحقوقيبن، وكل من له رأي يعتد به، ثم يهددون بالعصيان.  

ماذا أصاب المتنطعين؟ 

هذه نماذج.

1- يقول أحمد الريسوني: المغرب بلد إسلامي، ومن كره ذلك ما عليه إلا مغادرته!

اقول له، وبالله العون: 

لو لم أكن أعلم أن مفهومكم للإسلام غيرُ مفهوم المغاربة لاندهشتُ، وتوقفتُ للتأمل والرد المفصل.

أنت، يا سيدي، إخواني، بل كنتَ يوما على رأس الهيئة المنظرة للإخوان المسلمين. وإسلام الإخوان عقيدة طائفية انعزالية قائمة على الولاء والبراء. البراء من كل من يوجد خارج الطائفة

 الوطن عندكم "حفنة تراب نتن"، ولذلك قلتم: "طز فيه"!

 والعلاقة مع غير الإخواني من المواطنين مبنية عندكم على مبدأ "الحرب خدعة"! اسأل عن ذلك الخرباوي ومحمد حبيب، وغيرهم ممن خبروا التنظيم ثم نبذوه.

الإخوان المسلمون طابور خامس في أحسن الأحوال. وهم منسقو جوقة الفتنة الطائفية. منهم خرج جميع المخربين. وبفتاواهم احترقت سوريا، ومزقت ليبيا ثم عُطلت ... ولولا لطف الله لسقطت مصر وعمت الفتنة. 

إذن، لا تحدثنا عن الإسلام وانتم تقيمون "إمارة ضرارا" إلى حانب إمارة المؤمنين. 

لا تحدثنا عن الإسلام وانت مشغول هناك...وبعيبييدا عنا... "قضي غرض" ولا تجعل إسلامنا عرضة لبرنامجك.

2- سئل أحدهم (يقال: دكتور):

كيف تكون المرأة مؤهلة للإبداع العلمي المعقد، مثل صناعة الهواتف، وتحقيق الربط والتواصل، ولا تكون مؤهلة للحكم في قضايا ابسط من ذلك؟

فاجاب:

(معذرة، انا مضطر إلى إيراد كلامه).

أجاب: المرأة تستطيع ايضا أن تجامع عشرة رجال مرة واحدة ولا تتعب!

ثم حملق في الصحفي متحديا: "ما رايك؟"

حضيض الانحطاط في الذوق والمنطق... 

3- هذا صحفي مدكتر في الوقت الميت. 

استهجن تعاون الزوجين في الإنفاق على الأسرة. ثم قال ماصورته: هل تريدون أن يقوم الرجل في الصباح، ويقول للمرأة: "عطيني لفلوس باش نجيب لحليب، أو عطيني فلوس الgارو ..."!

في اي كوكب يعيش سي دريس؟! 

4- ادعى أحدهم(داعية مهرج) أن مدربا لكرة القدم استفتاه في جواز تدريب السيدات والبنات، فاجابه برد هستيري على طريقته مشددا في تحريم اللعبة.

5- حذر بن حمزة مرات عدة من أن المس بحصص الإرث سيؤدي إلى القتل، سيقتل الأخ اخته، والعم ابنة أخيه، وهلم

جرا...!

ومع هذا الهذيان يشتكي من عدم استضافه في الإعلام الرسمي!

في اي عالم يعيش هؤلاء الناس؟

وبأي عقول يفكرون؟

يطلقون العنان لهذيانهم وكأن الدولة غير موجودة، مغلوبة على أمرها، وكأن المواطنين المخالفين لهم اهل ذمة، بالموهوم القدحي الذي ترسخ للذمة ...

صح النوم. قطار المغرب لا يلوي على احد...