قضايا

القياد في فوهة التنكيل... هيبة الدولة اولا واخيرا

عبد العزيز المنيعي

حرمة الدولة وهيبتها، من هيبة وحرمة القائمين على تطبيق القانون واستتباب الامن والسهر على عدم مخالفة المسار العام للمجتمع وفق القوانين المنظمة لعملهم.
وأن يتم التنكيل برجال السلطة مثلما حدث "لقايد" العيون، وزميله في الدار البيضاء، وثالثهم بتاونات. يثير التساؤل حول مدى الحماية التي يتوفر عليها هؤلاء وهل تم تمكينهم مما يحميهم من غزو المجرمين وبطشهم.
الجواب بسيط، نجده في صورة "القايد" المقتول بالرصاص في العيون، وهو مرمي على الارض مدرجا في دمائه وقد فارق الحياة.
الجواب في صورة "قايد" الدار البيضاء وهو يطعن بسكين... الجواب أيضا في "قايد" تاونات الذي تم احتجازه وهو فعل يعد سابقة خطيرة وجب التوقف عندها مليا صونا لحرمة الدولة ورجالها.
امام هذا السيل الجارف من الاخبار المؤلمة، بل الاخبار المقلقة جدا، عينا أن نصحو من غفوة الصياح بحقوق الإنسان، التي  كلما هم الامر مواطنا اذنب أو اجرم أو خالف القانون، وكلما استعمل رجل السلطة صلاحياته من اجل هدم "براكة"، أو إخلاء الشارع والأرصفة من الباعة المتجولين، يعلو هذا الصياح..
علينا أن نوقف الاسطوانة قليلا... ونستمع إلى صوت الحقيقة الجلية، التي تقول أن ذلك "القايد" هو مواطن، يعود مساءا إلى بيته ويحضن أسرته ويعدهم بالكثير.
ماذا سنقول لأبناء "قايد" العيون؟ مات والدكم لأنه كان ضحية منصبه ربما، أو لأنه لم يجد ما يحمي به نفسه، او لأنه كان وحيدا حين تم اختطافه.
ماذا نقول لأبناء "قايد" تاونات؟ والدكم أحتجز وهو رجل سلطة، والدكم تعرض للتنكيل وهو يعمل صباح مساء على عدم تعرض المواطنين للتنكيل.
ماذا نقول لأبناء "قايد" الدار البيضاء، والدكم تعرض للطعن بسكين، لأنه كان يسهر على تنقية الفضاء العام، ولأنه كان أعزلا دون ما يدفع به الاذى عن نفسه.
تتجول في "الفيسبوك" ومختلف مواقع التواصل الإجتماعي، تجد عبارات من قبيل التعزية، عبارات تؤبن الراحلين من رجال السلطة، وتأسف لما تعرض له هذا في العيون والأخر في الدار البيضاء وذاك في تاونات... عبارات تخرج بخجل، كما لو كان التضامن مع "قايد" خيانة. لكن خيانة لمن ولماذا، هل هي خيانة للشعارات الجوفاء التي تسقط مثل الطائرة في الحديقة، شعارات تحاول أن تجعل مثلا بوعشرين بطلا، شعارات تمجد صفقات بائعي الوطن بحجة حرية التعبير و حقوق الإنسان..
علينا أن نقف بحزم امام هذا الانفلات الخطير، وأن نقول لا لكل من نكل أو قتل مواطنا كيفما كانت وظيفته أو منصبه، وعلى الدولة أن تحمي أبناءها ان توفر لهم ما يحصنهم ضد المجرمين الذين لا يتورعون عن القيام بأي شيء لتفريغ الشر المعشش في نفوسهم..