على باب الله

ماشي كل عام تولد ليك اعجل.. أبا دريس

المصطفى كنيت

في الوقت الذي تلوذ فيه الأحزاب السياسية بالصمت، و تنتظر ما قد تسفر عليه المشاورات بين أحزب الأغلبية، تفعيلا للتعليمات الملكية في خطاب العرش، شرع الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في "بيع الوهم"، و توزيع الحقائب "الفارغة"، التي لا تتضمن مناصب بقدر ما تحمل وعودا قد لا تختلف عن مواعيد عرقوب:

وكما قال الشاعر:

وَعَدْت وَكاَنَ الخُلْفُ مِنْك سَجِيَّةً ... مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أخَاهُ بِيَتْربِ

والذين يعرفون إدريس لشكر يفهمون وعوده، فهو لا يُمسك بالعهد الذي زعم إلا كما يمسلك الماء الغرابيل.

لذلك لا بأس أن نذكّر، الذين تلقوا الوعود، بالرجوع إلى قصيدة كعب بن زهير الشهيرة، حتى لا تبقى قلوبهم متيمة بالوعد والمواعيد.

ومنذ الخطاب الملكي، لم أر حزبا يُعفي ويعين أكثر من حزب المهدي بنبركة وعبدالرحيم بوعبيد، ولا شك أنهما لو كان على قيد الحياة لأشفقا على حال ما آل إليه واقع "القوات الشعبية"، التي أصبحت تهمها "الحقيبة أولا".

و لا شك أن لشكر أراد أن يجعل من فرحة عيد الأضحى فرحتان، رغم أن عيد الأضحى ليس هو عيد الفطر، فسولت له نفسه أن يعدّ لوائح "الكفاءات"، التي ستحمل الحقائب، مباشرة بعد أن قدمت له التهاني بمناسبة العيد.

و لا شك، أيضا، أن "عبقرية" لشكر، تفتقت عن خوض حرب "ابتزازية" من الآن، فاختار الحقائب والأسماء، وتفنن في وضع السيناريوهات، قبل أن يلتقي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بالأغلبية، ليرفع شعار: " لي عطى الله عطاه"

و لا أظن أن بقرة لشكر، قد "ضرْبت"، لذلك فإنها لن تلد له عجلا، لأنه على رأي المثل الشعبي: " ماشي كل عام تولد ليك عجل".

ولست في موقع من يسدي النصح أو يلقي باللوم، لأن " حتى زين ما خطاتو لولة"، وهي الولة التي ضيعت على الحزب الكثير والكثير.

ومع ذلك يصر لشكر على مواصلة مغامرة الوعود، رغم أن بنكيران رفض أن يدخله من الباب، فرقّ قلب الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، له، وأدخله من نافذة حكومة سعد الدين العثماني، رغم أن القرآن الكريم ينصحنا بدخول "البيوت من أبوابها".

لذلك نتمنى أن يدخل الاتحاد الاشتراكي، وليس إدريس لشكر، الذي لا زال يراوده حلم الاستوزار، من الباب، هذه المرة، عوض "التشعبط" في النوافذ.