قضايا

الحلقة الأخيرة من مهرجان منطرش.. من حدث سينمائي الى حادثة

عبد العزيز المنيعي

من عبث اليوميات الثقافية والفنية المغربية، التي يتمسك البعض بها مثل فرائض الدخول إلى الإيمان بالفعل العشوائي. ان يعلم الناس بمهرجان "سينمائي" في العاصمة الرباط، فقط من خلال حادثة كارثية كادت أن تنتهي بشكل مأساوي لولا ألطاف الرحمان.
المهرجان الذي أفتتح وكان سيختتم في صمت، كما لو كان مجرد عرس شخصي في حي مترامي خلف المدينة، هو مهرجان الرباط لسينما المؤلف، هذا المهرجان الذي تحول بقدرة العبث إلى مجرد لحظة احتفال ينتشي من خلالها "صاحبه"، المتشبث به مثل "مصاصة" حلوة المذاق لا يريدها أن تنتهي.
لحسن الحظ، أن "مول المهرجان" لن يمر حفله الخاص دون أضواء إعلامية، فقد ساعدته أعلام الدول بسقوطها فوق رأس مواطنة، ليصنع "البوز" الذي يبحث عنه بإستمرار، ولا ينفك يطلب ود الأضواء مند سنوات خلت، عندما كان مهرجان الرباط يقام له، ويضرب له ألف حساب، أيام خلت ومضت وأصبحت مجرد أطلال تقف على "الخوا"، حتى سقطت مع هبة ريح بسيطة.
العبارة جلية وواضحة، سقوط من سقوط... فقط الفارق في الزمن، فسقوط حمالة الأعلام الحديدية تمت الجمعة 22 نونبر، لكن سقوط المهرجان كان منذ سنوات طويلة، عندما طمع صاحبه فحوله من أيام إلى شهر وعشرة أيام، عندما حاول منظم المهرجان صاحبه الوحيد والأوحد، "مولاه" الذي لا يتنفس بذخا إلا به، أن يجعل من أيامه أربعين يوما، ساعتها الكل قال إنها أربعينية مهرجان الرباط.
تلك كانت السقطة النهائية، وتهاوت بعدها آمال منطرش، واكتفى بتحويله إلى السينما فقط، ليس حبا في الفن السابع، بل حبا في الدخل السابع، وما يجود به المهرجان من دعم وإشهار، ووجوده في قائمة المهرجانات المدعمة من طرف المركز السينمائي المغربي كل سنة، دون أن يتزحزح من مكانه، ثابث فيها يحصي سنوات احتضاره.
من عبث المشهد الثقافي والفني الوطني، أن بعض المهرجانات لا تقام أبدا، بل تقعد على أريكة مريحة وتمر امامها اللحظات وهي على يقين انها ستبقى دون جهد ودون تميز ودون ادنى إضافة لهذا الرصيد الجميل و البليغ من فسيفساء مهرجانات المغرب الجادة والوازنة، وليس مهرجان "سينما المؤلف"..
إشارة قبل الختم، حادث سقوط الأعلام، أدى إلى إصابة سيدة وحضور سيارة الإسعاف وطبعا كتابة هذه السطور... فهنيئا ل"مول" المهرجان بالأضواء من جديد..