قضايا

الفهلوي

إدريس شكري

 

أوقف المحامي محمد زيان الإضراب عن الطعام، الذي دشنه بإلقاء وجبة فطور في وجه موظف بالسجن، في تصرف يعكس الإصرار على استعراض العضلات، التي أصابها الضمور،  أكثر مما يعبر عن الرغبة في الحصول على " الإفراج"، لأن هذا المحامي، المشطب عنه، يدرك جيدا أن الحكم الصادر في حقه نهائي، و في جرائم حق عام، و ليس في " النضال" كما يوهم نفسه، وما عليه إلا أن يقضي العقوبة التي صدرت في حقه.

لكن زيان، الذي بدأ " إضرابا"، وأنهاه في 24 ساعة، يريد، فقط، أن يمارس " الفهلوة"، و الخديعة، مدفوعا بجوقة من النصابين والمحتالين، الذي يجيدون  الرقص فوق الموائد، يتقدمهم ابنه، الذي هو في الوقت نفسه " دفاعه".

و الأكيد أن زيان دخل في مسرحية جديدة، و أن " حوارييه"، يؤدون بعض الأدوار القذرة، من خلال الترويج لإضراب، لا يحتمل جسد خوضه في مثل هذا السن، بعد أن تسرب إليه الوهن، ليس العضلي فقط، و إنما العقلي أيضا، فأصبح يضرب أخماسا في أسداس، و لا يقيم للكلام وزنا.

هذا هو زيان، الذي تحيط به الشبهات من كل جانب، و يجر وراءه تاريخا حافلا بالمصائب، أما الذين يتبعونه، فقد استهواهم الأثم، ويبحثون عن كل كبيرة و صغيرة لتصفية حساباتهم، بعد أن فشلوا في ملء أرصدتهم بالابتزاز.