سياسة واقتصاد

خيانة الوطن ليست رأيا

محمد العمري ( كاتب و باحث في البلاغة و تحليل الخطاب)

 كتب احد الإخوان:

"لست مع المقاربة الزجرية في التعامل مع المخالفين..."!

أقول:

لا غبار على هذه العبارة في المطلق، أي خارج السياق. أما حين يؤطرها سياقٌ مثلُ الذي نحن فيه فلا بد من توضيح يحدد الفرق بين الرأي واشكالٍ أخرى لا مكان لها في مفهومه.


ولذلك علقتُ هناك بما يلي:


".انا مع مواجهة الرأي بالراي، وتجنيب قوة الأمن الصدام مع المخالفين، ومع الجماهير التي يستدرجونها بالباطل ...


ولكن الخيانة، والتآمر مع الأعداء، واصطياد اللحظات العسيرة، والمآسي الطارئة، والزوابع العابرة، لإثارة الفتنة، هذا شان آخر ، لا بد من تطبيق القانون، بل يحسن تفعيل ذاكرة الدولة التي حفظت وجود المغرب أمةً منسجمة متماسكة، لا يقلقها الاختلاف . 

الخيانة، والعمالة، ليسا من باب الرأي.

مثال

المغاربة كانوا يلطخون ابواب الخونة ب"الخراء" (حاشا السامعين)، 

ويضعون الخونة في اقفاص الحيوانات (بو حمارة نموذجا)، ويمثلون بهم (سلخ المتوكل)، ... الخ.


إنما اذكر هنا بالحساسية إزاء الخيانة حتى لا يقع التطبيع معها بخدع الهويات القاتلة، ولا ادعو إلى استنساخ الممارسات القديمة.ففي القانون العادي المعمول به اليوم ما يردع من يعرض أمن وطنه للخطر، المس بأمن الوطن خيانة عظمى... لا نحتاج إلى قوانين خاصة، ولا إلى محاكم خاصة، ولا إلى حالة استثناء...

وليس هناك خيانة اكبر من اقتحام الموانئ المغربية لضرب عصبين نابضين من اعصاب الاقتصاد المغربي (الذي علش غسرا شديد مهددا من الجفاف): الصناعة والسياحة...

ماذا يعني الهجوم على ميناء ترفيهي سياحي، اعتمادا على شائعات لا اساس لها؟

ما ذا يعني تقصُّد/استهداف جوهرة المغرب ومفخرته في أقصى الشمال: الميناء المتوسطي.

(ربما بقي تطبيق وصية بنكرينة)!


وليس هناك، أيضا، خيانة أكبر وابشع من الوقوف في صف واحد،

 بل والنوم في فراش واحد، والحلم حلما واحدا مع المرتزقة الذين صنعهم بوخروبة وسخرهم لضرب وحدة المغرب الترابية.

 لا يمكن أن يكون مغربيا من لا يستحضر أرواح شهداء الوحدة الوطنية الذين سقطوا نيابة عنا بسلاح المرتزقة وسلاح الاحلاف الذين حشدتهم حثالة الخروبية من موابل الخيانة في الشرق والغرب.


أما بعد

الخيانة ليست رايا، والقانون العادي كافٍ للتعامل معها في واضحة النهار، أمام أنظار العالم...

طبتم".


محمد العمري ( كاتب و باحث في علم البلاغة)