قضايا

أكاديمية الحمامة "تنقب" أكاديمية السنبلة..

عبد العزيز المنيعي

أعلن عزيز  أخنوش، الإثنين، عن إطلاق "أكاديمية التجمع الوطني للأحرار"، واصفا  إياها ب " السابقة" في المجال الحزبي.

وقال رئيس حزب " الحمامة" أن هذه المبادرة مهمة من حيث مساهمتها في تكوين منتخبين على دراية كافية بواجباتهم وبسبل التفاعل مع المواطنين، بالإضافة على حث المرشحين على تخليق الحملة الانتخابية وحسن تدبيرها، واكتساب المعارف عندما يتعلق الأمر بتحمل المسؤولية وتدبير المجالس المنتخبة.

ومباشرة بعد إطلاق أخنوش لأكاديمية الحمامة، ولم تستقر بعد تصريحاته في اذن من سمعوها، حتى توالت تدوينات من كل اتجاه تكشف أن هذا السبق الحمامي، نمت قبله سنبلة  بسنوات  بشراكة بين حزب الحركة الشعبية ومنظمتين مدنيتين من ألمانيا وهولندا، وأطلق عليها ولا زال اسم "الأكاديمية الشعبية"..

التدوينات نفسها، أسرت للعموم في ما يشبه البوح أن شركة تعامل معها أخنوش قامت بلقط حبات السنبلة و رمتها في حويصلة الحمام، ومضت بها إلى رئيس التجمع وقالت "هاك ها هي فكرة جديدة فميكتها"..

المهم في القضية ما دمنا في مسألة السبق، هو تسبيق حسن النية، ولنقل جميعا وبسبابة الإشهاد أن هناك فقط توارد خواطر سياسية وحزبية ووقوع الحافر على الحافر.

المهم هو النية قبل كل شيء، وإن صح ما قال السيد أخنوش فإننا أمام أكاديمية نوعية ستهدي للمغرب منتخبين من طراز رفيع مكونين بشكل عال وعلى دراية بمجريات الأمور، كما لو أن مشهدنا الحالي يفتقد لمنتخبين على دراية بالمجريات... في حين لدينا منتخبون تمكنوا دون أكاديميات أن "يلصقوا" في كراسي البرلمان والجماعات الترابية لسنوات طويلة لم يزحهم عنها سوى الموت مفرق الجماعات وهازم اللذات.

طبعا سبق السيد أخنوش يدخل في باب المزايدة البلاغية في السياسة، والمزايدة على الخصوم الذين يحفظون عن ظهر قلب كل تفاصيل المشهد السياسي ولا يغفلون إلا على ما لم يقع بعد أما ما وقع فهو في علمهم بقدرة "الحنزازة"..

لكن ما لا يمكن تجاوزه، هو إدخال هذا السبق الأخنوشي في باب المزايدة التاريخية وأن يسميها سبقا تاريخيا، ويقولها وهو في الرباط المدينة التي تحتضن مقر "الاكاديمية الشعبية" شقيقتها الكبرى التي يحاول أن ينكر حقها في ميراث السبق السياسي.

ليس من العيب أبدا أن يسارع سياسي إلى تصديق كل ما يقال له، فأغلب سياسيينا في الأحزاب، طريقهم إلى "الحقيقة" هو القيل والقال وثرثرات العابرين والمقيمين أيضا، لكن العيب أن تكون بوابة إلكترونية تقام من أجلها كل هذه القيامة كما لو كانت ستغير بالفعل وجه التاريخ الحزبي، بينما المسارات السياسية تغيرها الأفكار المثمرة بالجهد والعطاء والتضحية والتفكير في الصالح العام وليس في أضيق حدود الوجه وهو الأنف..