قضايا

عندما تخطئ "الفلاليس" في تقدير قدرتها على الطيران

خليل وحيد

هكذا بضغطة زر، صنعت مايسة سلامة الناجي، سلما من حبال رقمية وحاولت الصعود إلى عنان السياسة وقالت قولها في ما يشبه حالة من التيه، أو ربما هي أقرب إلى حالة من اللايقين بالمكان المناسب للعودة إلى الأضواء.

الحقيقة أن ما يصطلح عليه باسم "المؤثرين والمؤثرات"، هو تجني على الرأي العام، لأن هؤلاء لا يؤثرون سوى في انفسهم ويصنعون مجدهم الوهمي على حساب البسطاء.

مايسة سلامة ودون سابق إنذار... خاضت في مقاطعة الانتخابات وكتبت رسالة مفتوحة، تجرأت من خلالها على محاولة الوصول إلى مرتفع صعب المنال على صناع المحتوى التافه.

الحديث عن مقاطعة الانتخابات والوضعية "المزرية" والواقع "المؤلم" الذي تدعي أنها تدافع عن من يكتوون بناره وهي في برجها العاجي تمارس شعودتها الرقمية، لا يعدو أن يكون محاولة جديدة لجذب الاضواء بعد أن بخلت عليها "لايكات" الإعجاب في الفترة الأخيرة، اما الانتخابات فمسار وطن ومواطن، مسار ديمقراطية ترسخ نفسها كاستثناء في محيطها الإقليمي وحتى الدولي، ديمقراطية تصنع لنفسها التميز من خلال الاستفادة من الأخطاء السابقة.

أما الخوض في الشأن الاجتماعي وربط مقاطعة الانتخابات بتحسن الوضع، فذلك يدخل في باب اللغو والمهاترات التي لا طائل منها سوى الحصول على "البوز" لا أقل ولا أكثر..

فهل ستتمكن مايسة سلامة من تحقيق هدفها بالعودة إلى الأضواء، نقول نعم، فهي خبيرة في جذب "لايكات" الإعجاب وحتى "جادور"..

وهل ستتمكن مايسة سلامة من تحقيق التجاوب مع مقاطعة الانتخابات، الجواب أبدا، لأن المواطن المغربي الذي هو مقتنع بالعملية الديمقراطية يعي جيدا أنه ليس حطبا في نار الآخرين يؤججونها متى خمدت..

خلاصة القول، إن التطاول على الأعالي يلزمه "القوام" الحقيقي، وهو هنا اجنحة الرصانة والرجاحة وبعد النظر وعمق التفكير، اما خلاف ذلك فهو مجرد تحليق في حلم خاص جدا ورقمي جدا..