فن وإعلام

في اليوم العالمي للمسرح: حمادي عمور ...الرجل الرزين، البشوش

جمال هنية

في العام 1987، اقترح عبد الهادي بوطالب على الحسن الثاني أن يدعو المغاربة إلى التخلي عن ذبح الأضاحي، وذلك بعدما قدم وزير المالية تقريرا يقول، إن المغرب يخسر رصيده من العملة الصعبة باستيراده فائضا من الأغنام. وطالب بوطالب الملك بأن ينوب هو عن الأمة بذبح كبشين، عن نفسه وعن الأمة، لكن الحسن الثاني، لم يبال بما قاله بوطالب، وسمح للمغاربة بذبح الأكباش و”تشويط” الرؤوس ونشر “الهيدورات”. مباشرة بعدما رفض الحسن الثاني فكرة بوطالب الداعية إلى حجب العيد الكبير، فتح التلفزيون على مشهد حمادي عمور يمثل دور زوج مقترن بأربعة نساء، كل واحدة تريد كبشا خاصا بها، فيما حمادي عمور يحاول تقسيم الخروف بينهن، ما اعتبره الراحل الحسن الثاني مشهدا ضدا قراره.       

فغضب الحسن الثاني وأمر بمعاقبة الممثل حمادي عمور، وكتب بوطالب عن الحادث في مذكراته:”في ثالث أيام عيد الأضحى، رافقت الملك الحسن الثاني في زيارته الرسمية لأمريكا ، وأثناء وجودنا بواشنطن، بلغ إلى علم وزارة الدولة في الإعلام أن حمادي عمور قد اعتقل واقتادته الشرطة من منزله بعدما عصبت عينيه، وأنه لم يبلغها خبره منذ ذلك الحين”.

وأضاف مستشار الحسن الثاني قائلا “مباشرة بعد سماعي الخبر ، أبلغت جلالة الملك بما حصل مستنكرا متأثرا، فبادر جلالته إلى إعطاء أمره بإطلاق سراحه واستقبله بالقصر الملكي”.

الحاج حمادي عمور الفنان الرائد، المزداد بفاس سنة 1930، أعطى الشيء الكثير لفنون الفرجة في الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما وتجاوزت مشاركاته وإنتاجاته الفنية المختلفة حوالي 800 عمل". 

 كان والده المنحدر من منطقة ولاد عمور بناحية الناظور مقيما بمدينة مليلية المحتلة. وقد انطلقت مسيرة حمادي عمور الفنية من مسرح الهواة منذ أكثر من 70 سنة، بدور صغير في مسرحية "أنا القاتل" (1948)، وبعد ذلك أسس فرقة "المنار" بالدار البيضاء سنة 1951، ثم خاض تجارب عدة في مجالات التأليف والتشخيص في المسرح والإذاعة والتلفزيون وفي إعداد وتقديم برامج إذاعية من قبيل "عالم الفنون" في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وتأليف كلمات الأغاني (بعضها تغنى بها الراحلان المعطي بنقاسم ومحمود الإدريسي وغيرهما) "

 "كما كان من أوائل الممثلين المغاربة الذين وقفوا مبكرا أمام كاميرا السينما...

 لنتذكر فقط...رجل من أعمدة التمثيل و القول.